أستاذة بجامعة السلطان مولاي سليمان تشارك في ندوة علمية بجزر الكناري للتفصيل في لغة الصفير الأمازيغية ومن أجل التشاور المزدوج لتطوير الأبحاث
نظمت الجمعية الثقافية للغة الصفير La Asociatión Cultural Silbo Gomero بتعاون مع جامعة لاغونا بتناريف بالجزر الكناري ندوة دولية بحضور الأستاذة الجامعية فاطمة الزهراء صالح أستاذة وباحثة بجامعة السلطان مولاي سليمان ونائبة مدير مختبر السرد والاشكال الثقافية: أدب اللغة و المجتمع إلى جانب الأستاذ الفرنسي جيرار بوتشو، باحث في لغة الصفير وأول من سجل لغة الصفير بالاطلس بالمغرب ومن تقديم الأستاذ الباحث مارسيال موريرا من جزر الكناري كمدير مختبر اللسانيات بالقاعة السمعية و البصرية بكلية علوم اللغة في حرم غواخارا بجامعة لاغوميرا مساء أمس الاثنين 6 يونيو الجاري على الساعة 18:00 مساءا تحت “عنوان لغة الصفير الأمازيغية”.
و تجدر الإشارة أن لغة الصفير هي نقل للغة من الكلام إلى التصفير عن طريق الفم حيث يتم إستبدال لغة الكلام بأصوات موازية و تسمى سيلبو جوميرو بالإسبانية و تعرف أيضا بجزر الكناري ب El silbo و ⴰⵚⵉⵏⵚⴳ بالامازيغية، يستخدمه سكان لاغيمورا في جزر الكناري أيضا للتواصل عبر الوديان العميقة والوديان الضيقة و يتيح تبادل الرسائل عبر مسافة قد تصل إلى خمس كيلومترات، كما نجدها ايضا حاضرة بقوة في كل من هييرو، وتينيريفي، وكل المناطق الأمازيغية في العالم كونها تتميز بتوازي حروفها مع لغة الصفير وتم تكييفها أيضا مع اللغة الإسبانية خلال الإستيطان الإسباني في القرن السادس عشر وتم تداولها على نطاق واسع طوال الفترة حتى القرن السابع عشر.
فأصينصگ حسب الباحثة صالح لغة معقدة يَجب تعلمها، وتتطلب تقنيات التصفير دقة بدنية وقوة أجزاء الجسم المستخدمة في آلية اللغة والتي لا يمكن إكتسابها إلا بالممارسة حيث يستخدم فيها لسان وشفاه وأيدي المستخدمين في بعض الاحيان، وتختلف اختلافًا كبيرًا عن اللغة التقليدية، التي تستخدم تجويف الفم لمزج وتباين العديد من الترددات الصوتية. في المقابل ، تقتصر آلية التصفير على إصدار نغمة أساسية واحدة فقط بين 1000 و 3000 هرتز، تأتي الدقة الفيزيائية في مهارة الصافرة التي تكون قادرة على تغيير الترددات بسرعات مختلفة وبدء وإيقاف إنتاج الموجات الصوتية.
وكتبت المخرجة والمصورة فرانشيسكا فيليبس وأخرجت فيلمًا وثائقيًا عن استخدام سيلبو جوميرو في لا غوميرا بعنوان “مكتوب في مهب الريح” سنة 2009 الذي تبلغ مدته 26 دقيقة، وفاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي قصير في الأنثروبولوجيا في مهرجان الجبل العالمي الوثائقي الذي أقيم في تشينغهاي الصينية سنة 2010. وأخرج المخرج الروماني كورنيليو بورومبويو فيلم The Whistlers سنة 2019، حيث ظهرت لغة Silbo بشكل بارز، بعد أن تم إعلانها على أنها من روائع التراث الشفهي وغير المادي للبشرية من قبل اليونسكو سنة 2009 وكرس المغني الفرنسي فيلوش أغنية لهذا الغناء التقليدي بعنوان Silbo.
وفي شقها الاجتماعي، هناك الكثير من الناس في لاغوميرا يتحدثون لغة الصفير الأمازيغية، لكن تعبيرهم عن اللغة ينحرف بطرق ثانوية تظهر الأصول المختلفة للمتحدث. كما ورد في تقرير اليونسكو لسنة 2009، فإن جميع الأشخاص الذين يعيشون في لا جوميرا يفهمون اللغة، ولكن فقط أولئك الذين ولدوا قبل سنة 1950 والأجيال الشابة التي التحقت بالمدرسة منذ سنة 1999 يمكنهم التحدث باللغة. [1] أولئك الذين ولدوا قبل سنة 1950 تعلموا اللغة من قبل شيوخهم في منازلهم، وأولئك الذين التحقوا أو يذهبون إلى المدرسة منذ سنة 1999 تعلموا اللغة رسميًا في المدرسة.
و منذ 26 يونيو سنة 1997، وافق برلمان جزر الكناري على اقتراح يدعو الحكومة إلى تضمين سيلبو جوميرو كجزء من المناهج الدراسية. ليصبح مادة إلزامية في التعليم الابتدائي والثانوي، من يوليوز 1999. و تم أيضًا إنشاء منهج رسمي لسيلبو جوميرو من خلال نشر المواد التعليمية Materiales didacticos. وتم إنشاء مدرسة للطلاب الذين يرغبون مواصلة الدراسة لما بعد المرحلة الثانوية حتى يصبحوا مدربين محترفين معتمدين.
هذا و حسب مباشر الندوة، فقد ركزت مجمل مذاخلات الأساتذة حول دور الأمازيغية في تطوير لغة الصفير بالعالم و إمكانية تطويرها بمختلف المناطق الامازيغية رهين بتطوير و تنويع طرق البحث العلمي في الميدان لإحياء هذا الموروث كجزء ثقافي أمازيغي عالمي مشترك رغم اختلاف السياسات و الطبيعة و أيضا لكون لغة الصفير موروث عالمي مهدد بالإنقراض، وكون جهة بني ملال خنيفرة تتميز بجغرافية صعبة لذلك نجد لغة الصفير حاضرة و بقوة في مختلف مناطقها، ونظرا لأهميتها المستقبلية بالمجال العلمي تفاعلت المحافظة الجهوية للتراث الثقافي ببني ملال في هذا السياق بعد مشاركتها الجادة و المسؤولة بالندوة الدولية إلى جانب ماستر الثراث المادي و اللامادي بماي الماضي و سَتخصص ميزانية مهمة لإنجاح هذا المشروع حتى تعتمده الوزارة الوصية عن القطاع كمادة علمية تُدرس بمختلف المستويات التعليمية لَها ديداكتيكها الخاص كباقي اللغات العلمية وحتى يتم إدراجها ضمن الثراث العالمي اللامادي كخاصية يمتاز بها المغرب عامة والأطلس المتوسط والكبير خاصة نظرا لطبيعتهما المختلفة على باقي مناطق المملكة.
1- “لغة التصفير في جزيرة لا جوميرا (جزر الكناري)، سيلبو جوميرو”. الدورة الرابعة للجنة الحكومية الدولية 2009.