السخرية تدفع جماعة القصيبة الى سحب تدوينة تشكر فيها رئيس جماعة كان غائبا وجهات لم تشارك في اخماد حريق نشب في المنطقة
نشب حريق بغابة الحي الاداري بمنطقة القصيبة، الثلاثاء 08 غشت الجاري، اسفر عنه بعض الخسائر الطبيعية بالغابة المعنية. وبعد تدخل مختلف الجهات وعناصر الوقاية المدنية، تم اخماد الحريق من طرف الوقاية المدنية بالقصيبة مدعومة بعناصر من ثكنة قصبة تادلة وشاحنة صهيرجية كبيرة للماء تابعة للقيادة الجهوية بني ملال. وحيت أن ثكنة الوقاية المدنية بالقصيبة لا تتوفر إلا على شاحنة واحدة لإطفاء الحريق خاصة ان الحريق تزامن مع هبوب الرياح.
ما ادى الى تأخر عملية الإطفاء شيئا ما، وقد عملت عناصر الوقاية المدنية على إخماد ما تبقى من الحريق حتى وقت متأخر من الليل لتجنب حدوت أي حريق أخر. ونشرت بوابة جماعة القصيبة صور توثق الحريق الذي اشتعل وعليها تعليق شكر لجميع المساهمين في اخماد الحريق بما في ذلك اشخاصا فقط كانو واقفين واخرين لم يكونو حاضرين، واخرين لا تربطهم اي علاقة مهنية مع عملية الاخماد، وجاء نص التدوينة على الشكل التالي:
“بعد نشوب النيران بأشجار الحي الإداري مدينة القصيبة بعد زوال يوم امس و بعد تدخل كل من باشا مدينة القصيبة والسيد قائد قيادة أيت أويرة ورجال الوقاية المدنية القصيبة وقصبة تادلة.
وكذلك رجال الدرك الملكي، وكذلك حضور كل من المهندس الغابوي ورئيس المنطقة الغابوية وأعوانهم عن المياه والغابات ومحاربة التصحر وممثل الشرطة الإدارية هشام الزاهي ورئيس المجلس الجماعي واعوان السلطة لجميع الإدارات.
ولا ننسى بالذكر جماعة دير القصيبة لمساهمتها بألياتها مشكورة وقيادة أيت أويرة بصهاريجها وكذلك جماعة ناوور ممثلة في شخص رئيسها محمد وقربي والأخ اسماعيل وقجيج ولا ننسى المواطنين الذين قدموا من أجل التغلب وإخماد هاته النيران و كذلك سكان الحي الإداري..
وبهذه المناسبة نتوجه بالشكر الجزيل إلى كل من ساهم من قريب أو بعيد في الحد من انتشار النيران بالحي المذكور كذلك يد المساعدة عن الشرطة الإدارية لجماعة القصيبة”.
وتفاعلا مع ذلك، تتساءل الساكنة ومجموعة من الحقوقيين والمتتبعين للشأن المحلي في مدينة القصيبة عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، عن السبب وراء استنفار جميع المنتخبين بشأن حريق بسيط في الحي الإداري.
وقد تسائل مجموعة من الحقوقيين في المنطقة عن الأمر الذي دفع بوابة جماعة القصيبة الى شكر رئيس “جماعة ناوور” رغم انه لم يكن حاضرًا اثناء اخماد الحريق.
وفي تعليقه على ذلك، نشر “ايوب اوبابا” فاعل مدني وناشط حقوقي بمدينة القصيبة، تغريدة على صفحته على الفيسبوك: “واحد الرئيس حضروه فالحريق وخا محاضرش ،،، معليهش غي فإطار شكر الشخشيات يجوز”
واضاف المصدر ذاته في ذات الصدد، تغريدة اخرى حول تعليق جماعة القصيبة على الحدث قائلا: “الحسين وبحتاش شرى من جيبو ثلاثين سطل ووزعهم على ولاد الشعب باش يطفي العافية لي شدات فالشجر ديال الحي الإداري قبل متلتاحق الوقاية المدنية بوسائلها المتاحة لإخماد النيران مشكورة … من لا يشكر الناس لا يشكر الله. شكرا لمقتني السّطول وللسواعد التي حملتها لإخماد النيران”.
ومن جانبه، نفى رئيس جماعة ناوور “محمد اقربي” في مكالمة حصرية لجريدة Le61.ma، الخبر الدي اوردته جماعة القصيبة في تدوينها، كونه كانا حاضرا، وانه ارسل فقط صهريج (سيتيرن) الى القصيبة للمشاركة في عملية الاخماد.
ومن زاوية اخرى، نفى احد ساكنة الحي الاداري الذي كان حاضرا منذ بداية النشوب، خبر اقتناء احد المنتخبين 30 سطلا واعتبر الخبر مجرد مغالطات من اجل الاستغلال الانتخابي والسياسي للحدث المأسوي قائلا: “يروج في بعض الصفحات أن مستشارا جماعيا قام بشراء (30 سطل)، أثناء إطفاء الحريق الذي لاحق عدة بنايات في الحي الإداري.
– وبصفتنا أبناء الحي الإداري، نستنكر هذه المغالطات التي تريد الركوب على مجهودات الساكنة، والوقاية المدنية، الدرك الملكي، القوات المساعدة، أعوان السلطة المحلية، التي عملت جنبا إلى جنب من أجل إطفاء الحريق.
– وفي هذا الصدد لابد أن نذكر بعض النقاط حتى يتضح المشهد بشكل جلي:
1- الساكنة هي التي كانت سباقة للمناداة على الدرك الملكي والوقاية المدنية.
2- الساكنة هي التي بدأت في إخماد الحريق باستعمال معداتها الخاصة: (أسطل، أسطل حديدية، الطونات، بانيوات….).
3- بالإضافة إلى قيام شاب بشراء حوالي 8 أسطل، وتوزيعها على المواطنين المتواجدين بمكان الحريق.
4- طوال فترة إخماد الحريق لم نلاحظ وجود 30 سطل جديد، كما تم تداوله في بعض الصفحات.
5- بعض المسؤولين المنتخبين، اكتفوا بالمشاهدة والتقاط الصور والفيديوهات، دون تحريك ساكن.
– وفي الأخير نشكر كل من ساهم من قريب أو بعيد في إطفاء النيران التي لم تخلف أي خسائر فادحة”.
هذا وبعد ان نفت الساكنة بمختلف شرائحها ما ورد في تدوينة بوابة جماعة القصيبة، عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، قامت البوابة بسحب التدوينة، ولم يتم تعويضها بأي منشور اخر، يوضح السبب الدي دفع جماعة القصيبة إلى شكر جهات ليس لها علاقة بالحادث، او ردا اخر تنفي فيه إدعاءات المواطنين وساكنة القصيبة.
ويذكر ان مجلس جماعة القصيبة يعاني منذ تشكيله من أزمة بين رئيس المجلس ونوابه والمعارضة، حيث لم يتم التصويت على مشروع إقامة مستوصف صحي في المنطقة بسبب المزايدات السياسية داخل المجلس في اخر دورة استثنائية تم عقدها.
وكان تقرير المجلس الجهوي للحسابات قد أظهر انتهاكات في حق أحد أعضاء المجلس، الامر الذي جعل المعارضة تطالب بدورة استثنائية لمناقشة التقرير، حسب تصريح بعض اعضاء جماعة القصيبة لجريدة Le61.ma، عبر مقاطع فيديو سبق نشرها رسميا بمختلف ابواب الجريدة، وكان قبل ذلك بشهور والي جهة بني ملال خنيفرة قد حاول تسوية الأمور عبر مبادرة جمع فيها مختلف اطراف المجلس، ولكن دون جدوى، مما يجعل المشكلة مستمرة حتى الآن.