باحثة في التراث المادي و اللامادي وأستاذة التعليم العالي بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال توصل لغة الصفير إلى العالمية
نظم ماستر دراسات في التراث المادي واللامادي، بكلية الأداب والعلوم الإنسانية جامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال يوم 18 ماي الجاري بشراكة مع المحافظة الجهوية للثراث الثقافي بدار الثقافة ببني ملال نشاط ثقافيا-علميا حول لغة الصفير بالاطلس الكبير و المتوسط و ما تحمله من دلالات علمية و ثقافية داخل التراث اللامادي بالمغرب. هذا و أتى هذا النشاط كنتيجة لمجموعة من الأبحاث الميدانية التي باشرتها نفس الجهات منذ سنوات لإبراز هذا الركن الثقافي، في علاقته بلغات الصفير المعروفة باليونان و جزر الكناري و فرنسا. و كان هذا اللقاء هو الأول من نوعه بالمغرب الذي إهتم بمشروع إحياء هذا المكون الثقافي الأساسي للثراث اللامادي كإمتياز ثقافي و هوياتي بالمغرب عامة و بجهة بني ملال خنيفرة خاصة.
و تَعتبر الدكتورة فاطمة الزهراء صالح باحثة و أستاذة جامعية ومنسقة ماستر الثراث المادي و اللامادي بنفس الكلية :”أن لغة الصفير لغة متطورة و متكاملة و كانت تستعمل للتواصل ولازالت تسعمل نظرا لقوة حمولتها الثقافية و هي إمتياز حاضر بقوة بجهة بني ملال خنيفرة، و له حمولته الثقافية و الفكرية و إمتياز جهوي خاص، و وَجب علينا كباحثين تعميق و تطوير و تنويع الأبحاث لإحياءه رغم جفاف المراجع و نُدرة المصادر لِما كان يعانية هذا الموروث اللامادي من إهمال و حيف سابقا و سنعمل بكل جدية لإدراجه ضمن الثراث اللامادي العالمي و تدريسه كمادة علمية عليها ما يؤطرها من قواعد و لها ما يغنيها و يُميزها من دلالات ثقافية؛ و أنا سعيدة جدا بتفاعل الباحثين دوليا مع هذه المادة الخام بكل من جزر الكناري و اليونان و فرنسا نظرا لتقارب المكونات الثقافية بينهما”
هذا و تشكر الباحثة رئاسة الجامعة و المحافظة الجهوية للثراث الثقافي ببني ملال على تفاعلهما بجدية و مسؤولية لإحياء هذا الموروث؛ و عبّر المحافظ الجهوي للتراث الثقافي ببني ملال في نفس السياق عن عزمهم الجاد في إحياء لغة الصفير كونها لغة متطورة جدا و موروث عالمي مهدد بالإنقراض، وأكد في تصريح للجريدة أن المحافظة الجهوية للتراث الثقافي ستعمل على تخصيص ميزانية لإنجاح هذا المشروع حتى إدراجه ضمن الثراث العالمي اللامادي كخاصية يمتاز بها المغرب و جهة بني ملال خنيفرة أو الأطلس المتوسط بلغة الثراث اللامادي.