بني ملال: تنظيم معرض حول “الفن الصخري بجبل رات”
تنظم المحافظة الجهوية للتراث الثقافي ببني ملال- خنيفرة ما بين 18 و30 أبريل الجاري معرضا حول “الفن الصخري بجبل رات” (إقليم أزيلال) ، بهدف تسليط الضوء على مستجدات هذا التراث الأثري.
ويروم هذا المعرض التعريف بمميزات الفن الصخري بمجال جبل رات بالأطلس الكبير الأوسط الذي يحتل الرتبة الثانية وراء “هضبة الياك ور” من حيث عدد نقوشه التي تقارب ثلاثة آلاف نقش، تتنوع مواضيعها وأساليبها، والمراحل الزمنية التي تنتمي إليها انطلاقا من نهاية العصر الحجري الحديث مرورا بعصور المعادن وصولا إلى العصور التاريخية.
وتسعى المحافظة الجهوية للتراث الثقافي ببني ملال- خنيفرة ، من خلال تنظيم هذا المعرض، إلى إتاحة الفرصة للباحثين وعلماء الآثار والطلبة والجمهور لاكتشاف سلسلة من الصور والنقوش الصخرية التي تتيح التعرف على بعض معالم الثقافة وحياة السكان الذين عاشوا في هذه المنطقة، الواقعة على بعد حوالي ثلاثين كيلومترا جنوب شرق دمنات، خلال الفترة الليبية الأمازيغية إلى حدود بدايات الفترة الإسلامية ، الممتدة من ألفي سنة قبل الميلاد إلى الفترة الإسلامية.
وتقف المواقع الأثرية بجبل رات ونقوشها الصخرية شاهدا وحيدا على فترات تاريخية لما قبل التاريخ والفترات الممهدة للحقب التاريخية بالجهة، وتمثل ثروة أثرية مازالت تفصح من حين لآخر عن أسرار الاستقرار البشري وثقافاته بكل تجلياتها.
وقد تم تحديد العديد من مواقع هذا الفن القديم في المرتفعات الشاهقة للأطلس ، ومن ضمنها موقع جبل رات الذي يشتهر بنقوشات صخرية تتضمن مشاهد الفرسان المسلحين بالرماح والدروع المستديرة. ويعتبر بذلك أحد المواقع بالأطلس الكبير التي تزخر بمشاهد مميزة للحقبة الليبية- الأمازيغية.
ومن الخصائص المميزة لمواقع جبل رات وجود عشرات من النقوش الفريدة لأشكال آدمية تعد بمثابة “معبودات” منجزة بداخل دوائر كبيرة ، كما نجد بضعة نقوش نادرة لحيوانات وحيد القرن وبقريات تنتمي لفترة ما قبيل العصر البرونزي، بالإضافة إلى نقوش أشكال آدمية صغيرة القد تنتمي للبرونز الأطلسي المتأخر ونقوش لأقراص مزخرفة وأخرى تمثل أسلحة معدنية من خناجر ورماح…