جامعة السلطان مولاي سليمان على موعد تنظيم ثلاثة أيام ثقافية علمية للتعريف بلغة الصفير ودورها الثقافي في بني ملال خنيفرة -التفاصيل-
يستعد ماستر التراث المادي واللامادي بتعاون مع مختبر السرد و الاشكال الثقافية والتخيلية لتابع لجامعة السلطان مولاي سليمان، لاستضافة ثلاثة أيام ثقافية علمية، تحت شعار “مرحبا بكم في النبع الصافي للغة الصفير”، ويهدف النشاط إلى التعريف بلغة الصفير والتركيز عليه كموروث ثقافي المهم.
وستعقد هذه الفعالية الثقافية في الفترة من 19 يونيو حتى 21 يونيو، وستشمل مجموعة من الأبحاث والاكتشافات الميدانية في مناطق مختلفة بجهة بني ملال خنيفرة، كل من فم العنصر، تيلگيت، ايت بوكماز ومناطق اخرى.
وسيشارك في النشاط العلمي الثقافي وفد دولي يتكون من: مارسيال موريرا؛ استاذ لغوي في جامعة لا لا غونا(تينيريفي)، بوحينيو دارياس: متقاعد كان مسؤولا عن تدريس السيلبو في المدارس وكان استاذا في السيلبو، عضوا في فريق الكتابة للارشادات التعليمية لتدريس السيلبو، وفريق عرض السيلبو في 2009. ايستفانيا باريرا: رئيسة الجمعية، مسؤولة عن الاتصالات ووسائل الاعلام، مصفرة من الاسرة المجتمعية، منظمة اللقاء. متري مادلين وجيرار بوشيو: رابط دولي مع لغات الصافرة الاخرى، سمحوا للسيلبو جوميرو بالمساهمة في احياء اللغة الصافرة البيرينية المهددة بالانقراض. ايسيدرو ميسانيلا: راعي ممارس للغة الصفير.اديلما هنريكيز: مسؤولة من مجموعة الزوار.
وتأتي هذه الثلاثة أيام الثقافية كجهد لتسليط الضوء على لغة الصفير وأهميتها في المجتمع المغربي، حيث تعد جزءًا بارزًا من التراث اللامادي المغربي. وستتضمن الفعالية العديد من الأنشطة المتنوعة مثل الأبحاث العلمية والاكتشافات الميدانية التي تهدف إلى استكشاف مختلف جوانب لغة الصفير وتاريخها واستخداماتها المتنوعة.
ويتميز ماستر التراث المادي واللامادي بالتزامه بإحياء التراث الثقافي في المغرب والعالم، ويُعتبر واحدًا من الرواد في هذا المجال. وقد شهدت هذه المبادرة العديد من الأنشطة السابقة التي تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية لغة الصفير، بما في ذلك مشاركة “فاطمة الزهراء صالح” باحثة واستاذة جامعية ومنسقة ماستر التراث المادي واللامادي، بكلية الاداب والعلوم الانسانية ببني ملال، في ندوة دولية، بجزر الكناري، حيث تم تسليط الضوء على هذا التراث الثقافي بمختلف جوانبه الثقافية والعلمية.
ويذكر ان لفة الصفير تعتبر من الظواهر اللغوية المثيرة للاهتمام، وتعكس مدى قدرة الإنسان على التكيف وابتكار وسائل التواصل. ومن بين هذه اللغات، نجد لغة الصفير التي تلعب دورا كبيرا في المغرب، نظرا لطبيعته الصعبة والمتميزة وخاصة جهة بني ملال خنيفرة. فقد أدهشت العالم بتفاصيلها وقدرتها على نقل المعلومات والتواصل عبر المسافات البعيدة.
وتعود جذور لغة الصفير في المغرب إلى فترة قديمة، حيث استخدمها السكان في مختلف جبال الأطلس للتواصل عبر التضاريس الوعرة والمناطق الجبلية المعقدة. وكانت تستخدم بشكل رئيسي لإعلام الأهالي بوجود خطر أو لنقل المعلومات الهامة بين القرى والمستوطنات النائية.
وعلى مر السنين، بدأت لغة الصفير تشهد اختفاء ملحوظًا. لكن مع مرور الوقت اصبح المفكرون والباحثون يكتشفون مدى اهميتها ودورها المركزي في التراث اللامادي المغربي.
ولاباس للتذكير بأهمية ودور لغة الصفير في تسهيل التواصل في المناطق الجبلية والنائية بالمغرب من حيث تجاوز العوائق الجغرافية، كون المناطق الجبلية في المغرب معقدة وصعبة المرور، ويصعب التواصل فيها باستخدام اللغات الشفهية العادية، ولكون لغة الصفير تتيح للسكان تجاوز هذه العقبات والتواصل عبر المسافات البعيدة بكل سهولة.
وكذلك نقل المعلومات الهامة بحيث يمكن استخدام لغة الصفير لنقل المعلومات الحيوية بشكل فعال وسريع. فعلى سبيل المثال، يمكن للغة الصفير أن تنبه الأهالي بوجود خطر قربهم مثل وجود حيوان مفترس أو تغييرات في الطقس السريعة التي كانت تشكل خطرا على الساكنة انذاك.
والإتصال الاجتماعي بحيث تعزز لغة الصفير الاتصال الاجتماعي بين السكان في المناطق الجبلية. فهي تستخدم للتحية والتعبير عن المشاعر الاجتماعية المختلفة مثل السعادة والحزن(الغناء)، ويمكن (اصينصك) الأفراد من الشعور بالانتماء لمجتمعهم وتعزيز روابط العلاقات الاجتماعية.
هذا ويساهم الحفاظ على لغة الصفير في الحفاظ على التنوع اللغوي والثقافي للمغرب. فهي اذن تعكس هوية المجتمعات الامازيغية المغربية الاصلية، وتمثل جزءًا هامًا من هويتهما الثقافية الامازيغية. وعندما يتم تمرير لغة الصفير من جيل إلى جيل، يتم الحفاظ على تراث لامادي قيم.
هذا ويتطلب العمل على الحفاظ على التراث اللامادي مثل لغة الصفير جهودًا مستمرة للتوثيق والتعلم والتعزيز. كتشجيع الابحاث والمحاولات التي تعمل على تعليم لغة الصفير والمشاركة في الأنشطة والفعاليات التي تعزز استمرارية هذا النوع من التواصل. ما سيساهم في الحفاظ على هذا العنصر الثقافي القيم وتمكين الأجيال القادمة من استمرار استخدامه ونقله للأجيال اللاحقة.