رمز الحكمة: ازنار/ⴰⵣⵏⵏⴰⵔ/ⴰⴱⵔⵏⵓⵚ لباس مغربي امازيغي -تأصيل-


ازنار/ⴰⵣⵏⵏⴰⵔ/ⴰⴱⵔⵏⵓⵚ، لباس تقليدي مغربي امازيغي، سهل الارتداء، ومعطف طويل يضعه الرجل على كتفيه، ليس به أكمام، مفتوح من الأمام، يضم غطاء الرأس ولا ينفصل عنه، يُشبه قليلا الجلابة، ضهر في شمال افريقيا قبل الف السنين.

ويعود تاريخه بالتدقيق إلى فترة المماليك مملكتي الماسيل والماسيسيل(ومعناها بالامازيغية «أبناء اسياد البحر» ومعناها «ميس» وهو «ابن» و«ماس» هو «السيد» و«ن بيل» وهو البحر وتنطق بالشاوية «ميس ن ماس ن ييل»، وقد تكونو بعد هروبهم من الحروب التي كانت في (مملكة الماسيل) وسكنو بالقرب من (مملكة الماسيل) وسموها (مملكة ماسيليس) أي أبناء الماسيل، ويُعتبر من الأزياء القديمة في تاريخ البشرية.

وتتعدد الرويات حول أصله، فحسب الرواية الشفهية بالاطلس المتوسط، فأزنار تم صنعه لأول مرة من جلد الاسد كمكافئة لمن اكتشف اول حيلة لقنص الأسد، لتتطور طرق صنعه الى جلد المعز وصوف الأغنام.

حيث كان يصنع بطريقة تقليدية بواسطة “المنسج الخشبي”، بعد تنقيته من الشوائب وغزله بالمغزل (آلة يدوية لغزل الصوف والقطن) لتستخرج منه خيوط رقيقة، توضع داخل المنسج، وتبدأ حياكتها حتى تتشكل القطعة النهائية.

وحسب نفس المصدر، فقد اخترعه رحال الأطلس المتوسط للذين كانو يقطنون في الجبال، وذلكَ بسببِ البردِ وقساوة الطبيعة، وكذلك لتمييز الحكماء والراشدين انذاك.

وكان يتخذ اللون الأبيض كرمز للصفاء و الأحمر للصرامة وعدم تجاوز الحدود، ويتخذ الأسود اثناء فترات التشنجات السياسية والاجتماعية وكل النكبات الطبيعية.

ويُعتبر ازنار في الثقافة الامازيغية، من اشارات الحرية والكرامة حيثُ كان يعتبر لباس الحكماء والعقلاء، وكان يستخدمه الراشدين ورجال الحكامة.

وقد لعب دورا مهما خلال الثورة ضد الاستعمار الفرنسي، حيث كان يستعمله المقاومين امثال موحى وسعيد بالقصيبة وحماد احنصال في جبال الاطلس المتوسط لإخفاء السلاح والمؤونة، خلال معاركهم ضد المستعمر الفرنسي.

كمعركة ثلاثة ايام السوداء 08,09,10 يونيو 1913 حينما حاول الكولونيل مونجان وباتريك وماثيو مسح القصيبة من التاريخ والجغرافيا وفشلوا في ذلك نتيجة التاكتيك الدقيق الممنهج من طرف القائد التاريخي لقبيلة ايت ويرا واتحاد قبائل ايت اسري ومنطقة دير القصيبة، تادلة، ودير بني ملال… .

وسيخصص مايكفي من مقالات للتأصيل والتأريخ لهذه المعركة التي ما تم اخفاءها، عن طرق طمس المصادر والمراجع التي تؤرخ لها دقيقة بدقيقة طيلة الايام الثلاث، التي سنعمل اعادة كشفها وتوفيرها لكل من اراد ان يعرف امجاد جهة بني ملال خنيفرة ضد المستعمر ومدى استعدادهم للتضحية مقابل اراضيهم وهويتهم.

فأبرنوص/ازنار، اذن، ليس مجرد لباس، بل هو إنتماء ثقافي وهوية جماعية، وقد قسم ابن خلدون الأمازيغ إلى بطنين: البتر والبرانس ويشكلان الخريطة الديموغرافية للأمازيغ، والبرانس سماهم لكونهم يتخذون من البرنوس زيا رسميا وخاصا بهم، وهم من سكان الجبال في سلالس الأطلس بالمغرب.

وكذلك في جبال (دجورجورة بالجزائر وجبال نفوسة)، حيث ورد (البرنس) كخاصية مميزة للأمازيغ لدى (هيرودوت) في سياق حديثه عن الليبو، او الليبين او ما سمي بحضارة (الغارمنت) القديمة بليبيا.

فيما تطور استعماله وتنوعت انشطة ارتدائه، وأصبح يستعمل في مجموعة من الانشطة الثقافية كالزواج كرمز للمسؤولية التي تنتظر العريس بعد زواجه، كما اتخد لباسه ايضا، طابعا رسميا لكل المراسيم الوطنية التي تنظمها الدولة المغربية، وذلك اعترافا منها لقوة الدلالات الثقافية التي يحملها.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button
error: المحتوى محمي !!
Close

تم الكشف عن مانع للإعلانات

يرجى إيقاف مانع الإعلانات للاستمرار في التصفح

نلاحظ أنك تستخدم مانعاً للإعلانات. يعتمد موقعنا على عائدات الإعلانات لتقديم محتوى مجاني عالي الجودة. نشكرك على إيقاف مانع الإعلانات وإعادة تحميل الصفحة للوصول إلى المحتوى.

نشكركم على دعمكم!