“قصبة الباشا التهامي بتالوين: رمز التراث المغربي العريق وشاهد على حضارة الدولة المراكشية”
توجد قصبة الباشا التهامي في مدينة تالوين، اقليم تارودانت، جهة سوس ماسة، تم بناؤها خلال فترة حكم الباشا “محمد بن علي التهامي” بين عامي 1727 و1757، يعد هذا القصر إحدى أهم معالم المدينة التي تجذب الكثير من الزوار من مختلف أنحاء العالم.
وقد اعترفت منظمة اليونسكو بقصبة الباشا التهامي في تالوين، كجزء من التراث العالمي سنة 1995. وتم إدراجها في قائمة اليونسكو للتراث العالمي وذلك نظرا لقيمتها التاريخية والثقافية والمعمارية الفريدة، والتي تعكس تاريخ المغرب الغني وتراثه الثقافي المتنوع.
ويذكر ان محمد بن علي التهامي هو حاكم سابق للمغرب وقائد عسكري خلال القرن الثامن عشر الميلادي، ولد سنة 1688، ونشأ في بيئة عسكرية، بعد وفاة والده، انتقل إلى مدينة فاس للالتحاق بالخدمة العسكرية، ونجح في الصعود بسرعة في الرتب العسكرية بفضل مهاراته القيادية.
وتم تعيينه محمد بن علي التهامي كباشا سنة 1727 من قبل السلطان الحسين بن علي، وكان يتمتع بشعبية كبيرة بين الشعب المغربي بسبب مواقفه الداعمة للعادات والتقاليد وحبه للأعمال الخيرية والإنسانية.
وخلال فترة حكمه، قام محمد بن علي بتعزيز الدولة وتوسيع حدودها، كما قام بإنشاء العديد من المباني العامة والمعابد والمدارس والمستشفيات من بينها:
1-قصبة الباشا التهامي: وهي قصر ملكي بناه الباشا في مدينة تالوين، ويعتبر أحد أهم المعالم السياحية في المنطقة.
2- مدرسة المعرفة: وهي إحدى المدارس التي شيدها الباشا في مدينة مكناس، وكانت تعتبر مدرسة دينية وعلمية تدرس العلوم الشرعية والفقه والحديث.
3- مدرسة الأصالة: وهي مدرسة أخرى بناها الباشا في مدينة مكناس، وكانت تعتبر مركزاً للتعليم والتدريب الديني والثقافي والفني.
4- مستشفى الزهراء: وهو مستشفى يقع في مدينة الدار البيضاء، وتم بناؤه خلال فترة حكم الباشا، ويعتبر أحد أقدم المستشفيات في المغرب.
5- جامع الفناء: وهو جامع يقع في مدينة مراكش، ويعتبر أحد أجمل المعالم الدينية في المنطقة، وقد تم بناؤه أيضاً خلال فترة حكم الباشا.
وبالإضافة إلى ذلك، قام بترميم العديد من المباني والمعابد والقصور التاريخية في مختلف أنحاء المغرب، وكان له دور كبير في إعادة بناء بعض المنشآت التي تضررت جراء الزلازل والحروب والكوارث الطبيعية… .
وفي مايتعلق بتصميم القصبة فتتكون من سور دفاعي يحيط بمساحة واسعة تشمل القصر وحديقة جميلة، تم تصميها بأسلوب العمارة المغربية التقليدية، ويتميز بأسطحه الزرقاء والبيضاء والخضراء.
كما تتكون ايضا من العديد من الأجنحة والغرف المتصلة ببعضها البعض، تم تزيينها بالفسيفساء والزجاج الملون والأعمال الحجرية المتقنة(الزليج).
ولاتمام ذلك تم استخدام الزخارف الامازيغية والأندلسية،… في تصميمها، مما يمنحها لمسة خاصة ويجعلها تعتبر إحدى أهم التحف العمرانية في المغرب.
كما تعد قصبة الباشا التهامي في هذا الصدد شاهداً على حضارة الدولة المراكشية والثقافة الإسلامية في المنطقة. كما تعد أيضاً رمزاً للتراث المغربي العريق ومن أهم المعالم السياحية في المنطقة.
وتحظى قصبة الباشا التهامي بشعبية كبيرة بين الزوار، وتستقطب العديد من الزوار المحليين والأجانب، كما تتميز بأنها موقع مثالي للاستمتاع بالأجواء الهادئة والجميلة في الحديقة المحيطة بها.
هذا وتعتبر قصبة الباشا التهامي ايضا أحد المعالم الأثرية الأكثر أهمية في العالم، وتحكي قصة عن حكم الباشا محمد بن علي التهامي وعن فخامته وتميزه في الفنون والعمارة.