الريسوني حول توحيد خطبة الجمعة: أصبحنا الآن نجلس أمام خطبة بلا خطيب والخطيب لم يعد سوى “بَرّاح”

أعاد الفقيه المقاصدي والرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحمد الريسوني، فتح النقاش حول الخطبة الموحدة التي تعتمدها وزارة الأوقاف، معتبراً إياها “نازلة جسيمة” تستوجب فتوى صريحة من المجلس العلمي الأعلى قبل تعميمها على المساجد.
الريسوني، في مقاله “خطبة الأربعاء وصلاة الجمعة”، أورد حواراً جمعه بأحد جيرانه، كشف فيه الأخير أنه بات يقرأ الخطبة الموحدة يوم الأربعاء أو الخميس بدل حضورها يوم الجمعة، قبل الاكتفاء بالصلاة فقط. واستغرب الريسوني هذا السلوك إذا تحول إلى عادة مقصودة، مؤكداً أنه “لا ينبغي التخلي الدائم عن سماع الخطبة من الخطيب”.
وتوقف الريسوني عند قرار وزارة الأوقاف بفرض خطبة موحدة، معتبراً أنه سابقة في تاريخ الإسلام والفقه، ومشيراً إلى أن التجربة “لا وجود لها إلا في دولة الإمارات”، التي قال إنها ليست جزءاً من تاريخ التشريع أو الممارسة الفقهية الإسلامية. كما اعتبر أن الخطبة الموحدة تدخل في باب العبادات، مستشهداً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم عن لزوم السنة والحذر من “محدثات الأمور”.
وأبرز أن الإجراء الجديد “ألغى وظيفة الخطيب”، وحوّله إلى مجرد مُردد لنص جاهز، قائلاً: “فالخطيب ليس مجرد براح أو مذيع أو ساعي بريد… ولكننا أصبحنا الآن نجلس أمام خطبة بلا خطيب.”
وانتقد منع الخطباء من إعداد خطبهم، رغم إخضاعهم للامتحان والرقابة والمتابعة والإعفاء عند اللزوم، متسائلاً عن مبرر سحب مهمتهم الأصلية رغم هذه الإجراءات.
وعبّر الريسوني عن استغرابه لصمت المجلس العلمي الأعلى، رغم حساسية الموضوع الذي أثار نقاشاً مجتمعياً واسعاً، مشيراً إلى أن وزير الأوقاف ووزير العدل يتحدثان باسمه، في وقت يضم فيه المجلس عدداً كبيراً من العلماء والمسؤولين القادرين على مخاطبة المواطنين مباشرة.
وختم مقاله بالتأكيد على ضرورة أن يخرج المجلس العلمي الأعلى لتوضيح موقفه من الخطبة الموحدة، انسجاماً مع مسؤوليته في التأطير الديني وحسم القضايا التي تهمّ الرأي العام.



