السرد الشعبي في صلب النقاش الثقافي بمعرض الرباط الدولي للكتاب 2025

ينظم معرض الرباط الدولي للكتاب والنشر 2025، مساء الإثنين 21 أبريل، جلسة فكرية تحت عنوان: “السير والحكايات الشعبية تراث إنساني مشترك”، وذلك بجناح الشارقة من الساعة السابعة إلى الثامنة مساءً. وتندرج الجلسة ضمن البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض، بشراكة مع مركز اليونسكو للتراث الشفهي، هيئة الشارقة للكتاب، ومعهد الشارقة للتراث.
وتستضيف الجلسة عددًا من الباحثين المتخصصين في التراث الشفهي والسرد الشعبي، من بينهم الدكتور والاستاذ الجامعي محمد فخر الدين، أستاذ التعليم العالي المتخصص في تحليل الخطاب والأدب الشعبي، والدكتور والاستاذ الجامعي عبد الرحمن غانمي، باحث في الأدب الشعبي والأنثروبولوجيا الثقافية.
ويُرتقب أن يقدم الدكتور محمد فخر الدين مداخلة تسلط الضوء على البنية الرمزية للحكايات الشعبية، بوصفها نصوصًا حاملة للتمثلات الاجتماعية والقيم الثقافية. ويُعرف فخر الدين بإسهاماته العلمية في تفكيك الخطابات الشفهية، وتوظيفه لمناهج تحليلية دقيقة في دراسة المتون الشعبية، خصوصًا من خلال المقاربة السيميائية وتحليل البنى السردية. ويُنتظر أن يركز في هذه الجلسة على دور الحكاية الشعبية في تشكيل الذاكرة الجماعية، وعلى أهمية السرد في إنتاج المعنى داخل المجتمعات التقليدية.
ومن جهته، سيشارك الدكتور عبد الرحمن غانمي بمداخلة تتناول السير الشعبية كوثائق ثقافية تعكس التحولات الاجتماعية وتُسهم في بناء الوعي الجماعي. ويشتغل غانمي على العلاقة بين النص الشعبي وسياقه التاريخي والاجتماعي، كما يهتم بتحليل الحكاية من زاوية تداولها داخل الفضاء الشفهي وتفاعلها مع أنماط التلقي الشعبي. وتشير معطيات سابقة إلى أن مداخلاته تركز غالبًا على الدور الوظيفي للسيرة في نقل القيم، وعلى قدرتها على التكيف مع المتغيرات الزمنية دون فقدان مضمونها الرمزي.
ويُسجَّل حضور كل من الدكتور سعيد يقطين والدكتور مصطفى النجيلة في نفس الجلسة، فيما يتولى إدارتها الدكتور خالد الشبي، في إطار تنسيق مشترك يعكس الانفتاح على تجارب بحثية متنوعة.
وستكتسي الجلسة أهمية خاصة من حيث الموضوع، في ظل تنامي الاهتمام العالمي بالتراث اللامادي، وضمنه الحكايات والسير الشعبية التي تعد مكونًا أساسيًا من مكونات الهوية الثقافية. كما يُرتقب أن تفتح النقاش حول إشكالية توثيق الحكايات الشعبية وحمايتها من الاندثار، في سياق تتزايد فيه التحديات المرتبطة بالعولمة الرقمية وضعف التناقل الشفهي بين الأجيال.
هذا ويُذكر أن الجلسة تُعد من أبرز محطات البرنامج الفكري للدورة الحالية، بحكم مستوى المتدخلين وخبرة المشاركين في حقل الدراسات الشعبية. ويشكل حضور باحثين من أمثال فخر الدين وغانمي فرصة لتقوية الصلة بين البحث الأكاديمي والفضاء الثقافي العام، ولتعزيز النقاش حول سبل تثمين التراث الشعبي ضمن السياسات الثقافية الوطنية.