السكن الجامعي .. ثلاثة أسئلة لسمير فطاجو، مدير المكتب الوطني للأعمال الجامعية الاجتماعية والثقافية
مع بداية كل موسم، تتجدد إشكالية السكن الجامعي بالنسبة للطلبة الوافدين من المناطق البعيدة، حيث تشهد الأحياء الجامعية إقبالا مكثفا يفوق طاقتها الإيوائية.ويسلط سمير فطاجو، مدير المكتب الوطني للأعمال الجامعية الاجتماعية والثقافية الضوء على مستجدات قطاع السكن الجامعي على الصعيد الوطني والإجراءات المتخذة لتأهيل وتوسيع الأحياء الجامعية لاستقبال الموسم الجامعي 2023-2024 . 1- ما هي مستجدات قطاع السكن الجامعي والإجراءات المتخذة لتأهيل وتوسيع الأحياء الجامعية لاستقبال الموسم الجامعي 2023- 2024 ؟
سيعرف الدخول الجامعي الحالي التنزيل الفعلي للمخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، برؤية جديدة ومستجدات كثيرة سيما في الشق المتعلق بدعم الحياة الطلابية والأنشطة الجامعية الموازية، حيث عمل المكتب على وضع استراتيجية واضحة ومحكمة تهدف إلى تعزيز الخدمات الاجتماعية وتحسين جودتها من خلال أمرين:
أولهما الرفع من عدد الأسرة لإيواء المزيد من الطلبة على الصعيد الوطني، وتحسين جودة الخدمات التي يقدمها المكتب الوطني للأعمال الجامعية الاجتماعية والثقافية للطالبات والطلبة القاطنين بالأحياء الجامعية التابعة له، حيث تم إخضاع بعض الأحياء الجامعية التابعة للمكتب لمختلف عمليات الصيانة والتهيئة والإصلاح وإعادة التأهيل، والتي تهم البنايات السكنية وبعض المرافق التابعة لهذه الأحياء الجامعية.
من جهة أخرى، سيعمل المكتب على تعميم خدمة الأنترنيت على صعيد جميع الأحياء الجامعية.
2 – ما هي المعطيات بالأرقام حول الطاقة الاستيعابية الراهنة للأحياء الجامعية على الصعيد الوطني؟
تم تعزيز الطاقة الاستيعابية للأحياء والإقامات الجامعية برسم الموسم الجامعي 2023-2024 من خلال إضافة ما يفوق 5000 سرير، وذلك عبر افتتاح أحياء جامعية جديدة، وتوسعة أخرى قائمة بالإضافة إلى افتتاح إقامة في إطار شراكة مع القطاع الخاص وأخرى خاصة.
ويتكون عرض السكن الجامعي الحالي ببلادنا من 23 حيا جامعيا بطاقة استيعابية تقدر بما يقارب 53 ألف سرير؛ و31 داخلية تابعة للمؤسسات والمدارس والمعاهد العليا بطاقة استيعابية تقدر بما يقارب 16 ألف سرير؛ و6 إقامات في إطار الشراكة عام/خاص بطاقة استيعابية تقدر بما يقارب 5000 سرير؛ و20 من دور الطلبة بطاقة استيعابية تقدر بحوالي 4000 سرير؛ و17 إقامة خاصة؛ بطاقة استيعابية تقدر بحوالي 13 ألف سرير، أي بمجموع يقدر بحوالي 91 ألف على الصعيد الوطني.
وسيتعزز هذا العرض خلال الدخول الجامعي الحالي من خلال افتتاح أحياء جامعية جديدة بكل من تازة، والقنيطرة وتوسعة الحي الجامعي الناظور، بالإضافة إلى افتتاح إقامة في إطار شراكة مع القطاع الخاص وأخرى خاصة، كما يعمل المكتب جاهدا على إيجاد جميع الحلول القانونية من أجل افتتاح الحي الجامعي أكادير تيليلا وكذا ملحقة الحي الجامعي السويسي الأول.
وفي حال استكمال جميع هذه الإنجازات ستصل الطاقة الاستيعابية الإجمالية ما بين القطاعين العام والخاص إلى ما يقارب 100 ألف سرير.
أما فيما يخص عدد اتفاقيات الشراكة المبرمة مع مختلف المنعشين العقاريين لبناء إقامات طلابية بمختلف المدن الجامعية، فيبلغ 18 اتفاقية، افتتح منها لحد الآن 6 إقامات جامعية، ويرتقب افتتاح إقامة طلابية جديدة بأكادير برسم الموسم الجامعي الحالي، ليصل عدد الإقامات الطلابية في هذا الإطار 7 إقامات بطاقة استيعابية تقدر ب 5300 سرير.
3- هناك العديد من الطلبة الذين تتوفر فيهم شروط الاستفادة من السكن الجامعي، لكنهم لم يستفيدوا منه، لماذا ؟
المشكل المطروح دائما بالنسبة للأحياء الجامعية التابعة للمكتب الوطني للأعمال الجامعية الاجتماعية والثقافية هو الارتفاع المتزايد للطلب على السكن، حيث يعزى ذلك لمجموعة من الأسباب، أهمها الارتفاع المطرد لعدد الطلبة الذين يتزايد عددهم سنة بعد أخرى، في حين أن الطاقة الاستيعابية لا يمكنها أن تساير بنفس الوتيرة هذا الطلب المرتفع، إضافة إلى ذلك، فإن للطالب الحق في تجديد سكنه الجامعي كل سنة لمدة تساوي عدد سنين السلك الذي يدرس به، وهو الأمر الذي يضعف القدرة على الاستجابة لكل الطلبات المقدمة للسكن.
وفي هذا الإطار تم وضع نظام معلوماتي يمكن من ترتيب الطلبة حسب معايير الاستحقاق المحددة، وعلى سبيل الإشارة فإن هذه المعايير لا تركز فقط على المعيار الاجتماعي، ولو أن لهذا الأخير الأولوية، بل إنها كذلك تراعي التفوق العلمي للطالب.
وعلى كل حال فإن لغة الأرقام خير معبر عن إشكالية الندرة التي نتحدث عنها والمتمثلة في عدم توفر الأسرة الكافية للاستجابة لجميع الطلبات المقدمة برسم الموسم الحالي، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: أن الحي الجامعي مراكش، يتوفر فقط على 504 سرير في حين أن عدد الطلبات المقدمة هي 4577 طلب، أي بنسبة استجابة لا تتجاوز حوالي 9%؛ والحي الجامعي القنيطرة، يتوفر فقط على 641 سرير في حين أن عدد الطلبات المقدمة هي 4240 طلب، أي بنسبة استجابة تبلغ حوالي 15%؛ والحي الجامعي بني ملال، يتوفر فقط على 1016 سرير في حين أن عدد الطلبات المقدمة هي 4051 طلب، أي بنسبة استجابة تبلغ حوالي 25%.