برنامج ريادة الأعمال في الفلاحة والصناعات الغذائية يصل إلى زاوية أحنصال: مبادرة لتعزيز دينامية الشباب القروي


 

في إطار تنزيل برنامج ريادة الأعمال الشبابية في مجال الفلاحة والصناعات الغذائية، أطلقت المديرية الجهوية للفلاحة بجهة بني ملال خنيفرة يوماً تحسيسياً بزاوية أحنصال، يهدف إلى إشراك الشباب القروي في دينامية التنمية المستدامة، وتمكينهم من فرص حقيقية للولوج إلى عالم المقاولة الفلاحية والغذائية. يأتي هذا اللقاء في سياق الجهود الوطنية الرامية إلى تشجيع ريادة الأعمال في المجال الفلاحي، وتثمين الموارد المحلية عبر الابتكار والإنتاج المستدام.

شهد هذا اليوم التحسيسي حضور عدد مهم من الشباب حاملي أفكار المشاريع، إلى جانب ممثلين عن المصالح الخارجية، ومستشارين فلاحيين، وخبراء في مجال المقاولة والتنمية المحلية. وقد شكل اللقاء فضاءً مفتوحاً للتفاعل المباشر بين الفاعلين والمهتمين، من أجل تبادل الخبرات والتجارب وتقديم التوضيحات حول مختلف مراحل الاستفادة من البرنامج.

وأكد ممثلو المديرية الجهوية للفلاحة أن هذا الحدث يأتي في إطار تنزيل عملي لبرنامج وطني طموح يروم دعم الشباب المقاول في القطاع الفلاحي والصناعات الغذائية، مبرزين أن جهة بني ملال خنيفرة تتوفر على مؤهلات طبيعية وبشرية تجعل منها أرضية خصبة لاحتضان مشاريع مبتكرة قادرة على خلق قيمة مضافة وفرص شغل مستدامة.

ويهدف البرنامج إلى مواكبة الشباب من الفكرة إلى التنفيذ، عبر ثلاث مراحل رئيسية:
مرحلة الاستقبال والتوجيه، التي تشمل ورشات ولقاءات تعريفية وطاولات مستديرة للتوعية بفرص الاستثمار؛
ثم مرحلة المواكبة التقنية لما قبل وأثناء الإحداث، عبر تقديم الدعم اللازم في إعداد دراسات الجدوى وتأسيس المقاولات؛
وأخيراً، مرحلة المواكبة البعدية التي توفر التكوين المستمر، والتشبيك، والاستشارات في مجالات التدبير والتسويق والتقنيات الحديثة.

المركز الجهوي للمقاولين الشباب في الفلاحة والصناعات الغذائية، الذي تم إحداثه في القطب الفلاحي ببني ملال، يلعب دور المحرك الأساسي لتنزيل هذا البرنامج على أرض الواقع، عبر فروعه المنتشرة في المديريات الإقليمية ومراكز الاستشارة والتنمية الفلاحية. ويعمل هذا المركز على خلق جسر تواصلي بين الشباب والفرص الاستثمارية، وتسهيل الولوج إلى المعلومة والدعم التقني والمؤسساتي.

ويستهدف البرنامج فئة الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و40 سنة، سواء كانوا أفراداً أو ممثلين لمقاولات ناشئة، شريطة أن تكون لديهم أفكار مشاريع في مجالات الفلاحة أو الصناعات الغذائية. ويُعتبر هذا التوجه تجسيداً للرؤية الوطنية التي تولي أهمية كبرى لتشجيع التشغيل الذاتي وتحفيز روح المبادرة المقاولاتية في العالم القروي.

وخلال هذا اللقاء بزاوية أحنصال، تم تقديم عروض تعريفية للمشروع، كما تمت الإشارة إلى إمكانية التسجيل المباشر عبر البوابة الإلكترونية chbabagri.ada.gov.ma، أو من خلال التواصل مع المركز الجهوي للمقاولين الشباب أو فروعه المحلية.

وفي مداخلاتهم، أبرز عدد من المتدخلين أن مثل هذه اللقاءات التحسيسية تسهم في نشر ثقافة المقاولة الفلاحية، وتُعيد الثقة للشباب القروي في قدراته على الإبداع والتدبير، خاصة في المناطق الجبلية التي تزخر بمنتجات فلاحية ذات جودة عالية وقيمة اقتصادية كبيرة، لكنها تحتاج إلى تثمين وتنظيم مهني.

من جهته، أكد أحد مسؤولي المشروع أن اختيار زاوية أحنصال لتنظيم هذا اليوم التحسيسي لم يكن اعتباطياً، بل جاء إيماناً بضرورة العدالة المجالية في مواكبة الشباب بمختلف ربوع الجهة، بما فيها المناطق الجبلية النائية. كما أشار إلى أن البرنامج يشكل فرصة حقيقية لإدماج الطاقات المحلية في مسار التنمية المستدامة.

واختُتم اللقاء بدعوة كافة الشباب الحاضرين إلى الانخراط الفعلي في هذا البرنامج الواعد، واستثمار الإمكانيات المتاحة لصقل أفكارهم وتحويلها إلى مشاريع واقعية منتجة. كما جددت المديرية الجهوية للفلاحة التزامها بمواصلة تنظيم لقاءات مماثلة بمختلف أقاليم الجهة، في أفق خلق جيل جديد من المقاولين الشباب المبدعين في القطاع الفلاحي والغذائي.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button
error: المحتوى محمي !!
Close

تم الكشف عن مانع للإعلانات

يرجى إيقاف مانع الإعلانات للاستمرار في التصفح

نلاحظ أنك تستخدم مانعاً للإعلانات. يعتمد موقعنا على عائدات الإعلانات لتقديم محتوى مجاني عالي الجودة. نشكرك على إيقاف مانع الإعلانات وإعادة تحميل الصفحة للوصول إلى المحتوى.

نشكركم على دعمكم!