بنسليمان: الساكنة تطالب برفع الأضرار الناتجة عن المقالع بجماعة عين تيزغة
أيوب الحرفوي
حملت مداخلات أعضاء الجمعيات المدنية مسؤولية تفاقم الأوضاع البيئية والصحية الناتجة عن أنشطة المقالع للمجلس الجماعي لعين تيزغة، وارجعت نقاشات ممثلي الجمعيات خلال هذا اللقاء التواصلي الذي تم تنظيمه من طرف المجتمع المدني بالجماعة، سبب هذا التدهور إلى عجز المسؤولين بالجماعة والسلطة المحلية عن القيام بدورها الرقابي تجاه هاته المقالع للحد من تجاوزاتها الكثيرة والمتعددة، وعدم احترامها لدفتر التحملات.
وكشف لقاء المجتمع المدني عن مجموعة من الإختلالات والتجاوزات التي يخلفها نشاط المقالع، ومن بينها الاشتغال العشوائي لمدة زمنية تفوق ما جاء في بنود دفتر التحملات، وقد يتواصل نشاط بعض المقالع إلى ساعات متأخرة من الليل دون حسيب ولا رقيب، مما يتسبب في ازعاج الساكنة، وإلحاق أضرار بيئية وصحية بها.
ووفق نقاشات ممثلي الجمعيات فإن المقالع تسببت في إلحاق أضرار كبيرة بالساكنة المجاورة، حيث تلويث المنطقة وتدمير وإتلاف الأشجار والاغراس والنباتات، مما ينعكس ذلك على الثروة الحيوانية، وعلى الفرشة المائية، الشيء الذي يهدد المنطقة بالعطش، وأصبح السكان المجاورون يعانون من بعض الأمراض كالربو والحساسية والأمراض الجلدية بسبب الغبار المتطاير من المقالع، بالإضافة إلى تدمير البنية التحتية من طرقات ومسالك من طرف المئات من الشاحنات الكبيرة ذات الأحجام والأوزان الثقيلة والتي تتنقل يوميا من وإلى المقالع.
الغريب في الأمر حسب ما تم التطرق إليه خلال اللقاء المذكور هو استمرار الجماعة والسلطات في منح التراخيص لاستغلال الملك الغابوي من طرف المقالع، رغم الأضرار الكبيرة التي تخلفها هاته الأخيرة، ورغم النداءات والاحتجاجات المتكررة للساكنة الرامية الى رفع الضرر المتزايد من المقالع عنها.
واختتم لقاء المجتمع المدني بمطالبة المجلس الجماعي والسلطات المعنية بالقيام بالدور المنوط بهما المتمثل في تفعيل لجان التتبع والمراقبة تجاه المقالع، وإلزامها باحترام دفتر التحملات لرفع الضرر عن الساكنة المجاورة، على اعتبار أن المجال الغابوي يعتبر هو المتنفس الوحيد لها، ومصدرا أساسيا لعيشها في أجواء وظروف يطبعها الأمن والطمأنينة.
وكان المجتمع المدني بجماعة عين تيزغة قد عقد لقاء تواصليا يوم الاحد 12 مارس 2023، بالتزامن مع اليوم الوطني للمجتمع المدني، حضره رئيس الجماعة وبعض أعضاء المجلس وممثلي الجمعيات المدنية المتواجدة بالجماعة والإقليم، لمناقشة المشاكل والقضايا التي تهم ساكنة الجماعة.