تودا أم الطفل محمد بويسلخن تغادر القرية التي توفي فيها ابنها والحقوقي كبير قاشا يعلق:

“تودا لم ترحل بل هربت من قتلة ابنها”:
يخيم الصمت أحياناً على الكلمات حزنا وكمدا في هذا البلد الغني الذي وصل بشعبه لهذا المستوى من البؤس الذي يفقأ كل عين كاذبة، ففي الصور التالية لأمتعة تودا تصريح علني بممتلكات فئة من شعبنا وبنصيبها مما كنزته من سنوات فرم أضلعها من نموذج انتاجي قائم على الخراب…
لم نحمل قضية محمد بويسلخن بمنطق الضغينة أو الرغبة في الانتقام، بل حملناها بمنطق الانحياز التام والمبدئي لفقراء الوطن، حملناها من موقع الدفاع الصادق عن مصالح ومطامح شعبنا، هذا الذي يدفع للأغنياء بلا حساب، يدفع أعماره وأرزاقه وأبناءه كذلك…
تودا تهاجر الأرض التي قتلت ابنها والناس الذين لزموا الصمت المخزي أو الصمت خوفاً، وبعضهم لم يتردد في التصريح لنا بأنه لو اعتقل احتياطيا ذلك الذي وجهت له “تودا” و”حمو” أصابع الإتهام أمام المعزين جميعا منذ اليوم الأول من مقتل ابنها محمد بويسلخن، لأفصح الناس جميعا ومن دون تردد عما حصل لهذا الملاك الذي نهشته الضباع….
ولكي لايمد الجناة أيديهم لقتلنا فتظل مبسوطة لتمتد لأطفالنا مستقبلا مع إمكانية استفادتهم من ضمانات استثنائية تجعلهم فوق القانون وتضعنا تحته، فإننا سنحتج معتصمين ليلا أمام مقر محكمة الاستئناف بالراشيدية خلال الأسبوع الأول من شتنبر مناشدين كل الشرفاء والشريفات للحضور الميداني لجعل هذه المحطة النضالية نقطة ضوء مجيدة في تاريخ المقهورين والمهمشين والمظلومين والمناضلين من أجل مغرب لايأكل أطفاله …