حفيظة زيزي… تشكيلية عصامية بأنامل ساحرة
بدأت الفنانة التشكيلية، حفيظة زيزي، التي تقطن بقصر أيت بن حدو إقليم ورزازات، وهي في ريعان شبابها، بحياكة الزرابي مثل جميع نساء قرية صغيرة رأت فيها النور بمناطق نائية لمدينتي بني ملال وأزيلال.
حفيظة، التي ولدت سنة 1976 بمنطقة أغبالا الجبلية التابعة لإقليم بني ملال، بدأت منذ طفولتها، في اكتشاف الألوان وسبر أغوار جماليتها.
تقوم وهي أم لشابين ولد وفتاة، بنسج الزرابي في المنطقة التي كبرت فيها، وهو عمل يتطلب تجميع الألوان والأشكال.
وواصلت حفيظة نشاطها بكل شغف إلى حدود 28 سنة من عمرها حيث أفسحت لها هذه المثابرة والشغف بالفن، الطريق لإبراز موهبتها في خط الألوان والرسم عبر ألوان مائية زاهية ولوحات ورسومات جدارية تأسر الناظرين بجماليتها.
وهكذا، بدأت زيزي تشق طريقها نحو عالم الفن التشكيلي، مسلطة الضوء على موهبتها بفضل عدة لوحات تشكيلية كانت قد قدمتها في أول معرض لها سنة 2011 بإملشيل.
ومنذ ذلك الوقت، شاركت زيزي في العديد من المعارض سواء جماعية أو فردية في مختلف مدن المملكة وبالخارج أيضا.
لم يسبق لهذه الفنانة التي ترعرعت وسط أسرة تعشق الرسم، أن درست الفنون الجميلة لاسيما الفنون التشكيلية، إنها بحق فنانة عصامية بارعة في مهنتها.
وأبرزت زيزي، التي تعكس مختلف أعمالها التشكيلية فنا بسيطا كله جمالية، إنها تمنح، بشكل عفوي، عشقا لفراشي الألوان من أجل إبداع لوحة غرائبية ومذهلة.
تقول زيزي، “لقد نجحت في تطوير أسلوب خاص غير تقليدي من خلال عرض مقاطع مليئة بشخصيات ملونة “.
إن لوحات الفنانة حفيظة زيزي، وهي لوحات تندرج ضمن الفن العفوي، تطغى عليها أشكال هندسية تعشق رسمها مثل العيون الجاحظة، وهي أشكال تمنح المتلقي متعة فنية خالصة.
إن التشكيلية عزيزي هي إحدى الفنانات اللواتي يمكلن قلبا كبيرا في سبيل فن فريد يجعل من الفن التشكيلي المغربي المعاصر عابرا للحدود والنهوض بتراث ذي قيمة إنسانية وفنية كبيرة تفرض الاحترام والإعجاب والتقدير .
منذ 7 سنوات عزيزي تقطن بقصر أيت حدو إقليم ورزازات، وقد عشقت هذا المكان ذو الهندسة المعمارية المغربية والذي جعلت منه مقرا لسكناها وتحقق حلمها بالعيش في قرية بعيدة عن مراكش التي عاشت فيها من قبل مضطرة من أجل ضمان حياة مدرسية جيدة لأبنائها الثلاثة.
ولطالما انجذبت حفيظة من طرف الفن والتشكيل، ويبدو أن الطريق الذي سلكته هو غير عادي، ولكن الشيء الأهم، أنه مكنها من الانفتاح على الإبداع والفن التشكيلي.