خريبكة: الدعم الاجتماعي، ركيزة أساسية لمحاربة الهدر المدرسي
أكد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، امس الأربعاء بجماعة المعادنة (إقليم خريبكة)، أن الدعم الاجتماعييشكل ركيزة أساسية في محاربة الهدر المدرسي وتحسين جودة التعليم.
وفي تصريح لجريدة L61.ma، خلال زيارته لمؤسسات تعليمية تابعة للمديرية الإقليمية لخريبكة (الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهةبني ملال–خنيفرة)، أبرز الوزير أن “الدعم الاجتماعي يساهم في محاربة الهدر المدرسي وتحسين مستوى التمدرس والتعلم“.
وسلط بنموسى الضوء في هذا السياق، على مشاريع “جد مهمة” مثل إحداث الداخليات، مشيرا إلى أنه على مستوى جهة بني ملال – خنيفرة وحدها، سيرتفع عدد المستفيدين من المدارس الداخلية، بنسبة 15 في المائة.
وأكد أنه “بالموازاة مع ذلك، نسهر على تحسين جودة الخدمات المتعلقة بهذه الداخليات“، مبرزا أنه “يتم أيضا بذل مجهودات كبيرة في مايخص النقل المدرسي من أجل توسيع العرض وتحسين الجودة. ويتم بذل جهود في هذا السياق بمعية الجماعات الترابية، والسلطاتالإقليمية والجهوية وجمعيات المجتمع المدني من أجل تحسين جودة النقل المدرسي“.
ويحظى مجال الدعم الاجتماعي باهتمام خاص من طرف الوزارة، في إطار المشروع الإصلاحي لقطاع التربية الوطنية، علما أن الالتزامالخامس من التزامات خارطة الطريق 2026-2022، تم تخصيصه لتعزيز الدعم الاجتماعي من أجل تحقيق تكافؤ الفرص بين كلالتلميذات والتلاميذ.
وأضاف بنموسى أن “الدعم الاجتماعي يشمل عدة مكونات أخرى، من بينها برنامج مليون محفظة وبرنامج تيسير، الذي له أثر إيجابي فيالحد من الهدر المدرسي، والاستجابة لتطلعات المواطنين“.
يشار إلى أن الوزير قام خلال هذه الزيارات الميدانية بالوقوف ومعاينة الترتيبات والإجراءات التي تم اتخاذها على مستوى المؤسساتالتعليمية لإنجاح انطلاق الدخول المدرسي 2024/2023، الذي يأتي في سياق دينامية التحول الشامل الذي تمت مباشرته بالمنظومةالتربوية، تنزيلا لرزنامة مشاريع خارطة الطريق 2022-2026، من أجل مدرسة عمومية ذات جودة للجميع، والتي تتوخى الحد من الهدرالمدرسي والرفع من مستوى التعلمات الأساس لدى التلميذات والتلاميذ وتعزيز تفتحهم.
وشملت الزيارة الأولى، ثانوية الرواشد الإعدادية، بجماعة الرواشد بالمديرية الإقليمية لخريبكة، حيث عاين بنموسى، التحضيرات والترتيباتالمتخذة بهذه المؤسسة، واطلع على مجموعة من المعطيات والمؤشرات التربوية بالجهة، كما تفقد مختلف مرافق هذه المؤسسة، التي تضمقسما داخليا لإيواء وإطعام التلميذات والتلاميذ المنحدرين من الوسط القروي.
وتتضمن هذه المؤسسة 6 قاعات تعليم عام، وقاعتين علميتين، وقاعة مختصة، ومركب إداري، ومرافق صحية ومستودع، و3 ملاعب رياضية،وسكنيات. ويتوقع تسجيل 240 تلميذة وتلميذا خلال بداية الموسم الدراسي الحالي، منهم 108 إناث، ببنية تربوية تبلغ 7 أقسام، ويرتقب أنيبلغ عدد المستفيدين من القسم الداخلي 60 تلميذا، منهم 30 إناث، علما أن الطاقة الاستيعابية تبلغ 120 تلميذة وتلميذا.
وأكد مدير ثانوية الرواشد الإعدادية، أن هذه المؤسسة أنشأت لاستيعاب ما يصل إلى 500 تلميذا، في إطار تنفيذ القانونالإطار (المتعلق بالمنظومة التربوية)، والنهوض بالتمدرس، كما تأتي ضمن جهود الوزارة من أجل تحسين جودة التعليم.
وأشار أجدي إلى أن الداخلية التي تم إحداثها بهذه المؤسسة تعتبر “أداة أساسية للحد من الهدر المدرسي في الوسط القروي“، الذي يعدنتيجة بعد مكان إقامة التلاميذ عن المدارس.
وخلال المحطة الثانية، قام الوزير بزيارة الثانوية التأهيلية السماعلة بجماعة المعادنة، حيث تفقد مختلف مرافق المؤسسة، التي تضم 9 قاعاتتعليم عام، و4 قاعات علمية، وقاعة مختصة، وقاعة متعددة الوسائط، وقاعة للإعلاميات، ومكتبة، ومركب إداري، ومرافق صحية ومستودع، و3 ملاعب رياضية، وسكنيات.
ومن المتوقع أن تستقبل هذه المؤسسة خلال الموسم الدراسي 2024/2023، ما مجموعه 568 تلميذة وتلميذا، منهم 282 إناث، بعدد أقسام يبلغ 15 قسما. وفي ما يتعلق بالداخلية التي تبلغ طاقتها الاستيعابية 120 تلميذة وتلميذا، فسيستفيد من خدماتها 80 تلميذة وتلميذا منهم 50 من الإناث.
ويأتي إحداث هاتين الداخليتين في إطار جهود الوزارة المتواصلة لتقريب خدمة التمدرس بالثانوي الإعدادي خاصة لفائدة التلميذات والتلاميذ، وكذا تشجيع تمدرس الفتاة القروية وتخفيف الضغط على الثانويات الإعدادية بالمؤسسات المجاورة.
في هذا السياق، قد أثنى يوسف الزاوية، مدير الثانوية التأهيلية السماعلة، على إنشاء هذه المؤسسة، التي تقترب من نهاية العام الدراسي الثاني، حيث اعتبرها مبادرة مهمة قد حدت من تسرب الطلاب من النظام الدراسي، وتم حل العديد من التحديات المتعلقة بالتعليم، حيث اضطُرّ التلاميذ المنحدرين من مجموعة من القرى الريفية الذين أكملوا المرحلة الإعدادية إلى الالتحاق بمؤسسات تعليمية بعيدة عن منازلهم واستئجار سكن لمتابعة دراستهم
وأوضح أن “الثانوية اليوم أقرب إليهم من أي وقت مضى، خاصة بالنسبة للفتيات اللاتي كن يواجهن صعوبات عديدة في مواصلة تعليمهن“.