خنيفرة: سنة 2023 ستكون سنة التعبئة من أجل الحفاظ على قرد الأطلس والتروتة النهرية -التفاصيل-
ستكون سنة 2023 ، بمدينة خنيفرة، سنة تعبئة الجمعيات وفاعلي المجتمع المدني من أجل الحفاظ على قرد الأطلس والتروتة النهرية، وهماصنفان مميزان بالمنتزه الوطني بخنيفرة.
وقد أطلقت جمعية “ألب أطلس” في الفترة الأخيرة، مشروعا مهما يتضمن سلسلة من التدخلات والمبادرات ستمتد طيلة 12 شهرا، والذييروم تعبئة مختلف الفاعلين المحليين وجمعيات حماية التنوع البيولوجي لحماية التروتة النهرية وقرد الأطلس الذي يصنف من قبل الاتحادالدولي لحفظ البيئة كنوع مهددة بالانقراض.
ويهدف هذا المشروع غير المسبوق بإقليم خنيفرة ، إلى تحسيس الفاعلين المحليين بأهمية التعبئة لحماية التنوع البيولوجي والمساهمة فيالحفاظ على صنفين أساسيين بالمنتزه الوطني بخنيفرة وهما قرد الأطلس والتروتة النهرية.
كما يستهدف هذا المشروع عبر سلسلة من الأنشطة وإجراءات تواصلية، الساكنة والجمعيات غير الحكومية المحلية وصناع القرار والمنتخبينالمحليين والإدارات والمؤسسات المعنية وكذا الفاعلين والمرشدين السياحيين وجميع زوار المنتزه الوطني بخنيفرة خاصة الشباب والصيادين والسياح.
وهكذا، سيتم تنظيم طيلة السنة الجارية ، ورشات وحملات تحسيسية تتناسب مع كل فئة من أجل لفت الانتباه إلى ضرورة حماية هذهالأصناف التي يشتهر بها المنتزه الوطني بخنيفرة وتشكل جزءا من ثراء الحياة البرية المغربية.
وسيتم في هذا الإطار، إعداد وتحرير منشورات بلغات مختلفة حول قرد الأطلس والتروتة النهرية، بالإضافة إلى العمل على تكوين ما لا يقلعن مائة شخص من الساكنة المحلية والمجتمع المدني والمنتخبين والشباب حول الحفاظ على التنوع البيولوجي للمنتزه الوطني بخنيفرة.
كما يتعلق الأمر بتكوين وتحسيس ما لا يقل عن 20 صيادا حول حماية الثروة السمكية بالمناطق الرطبة بالمنتزه الوطني بخنيفرة، وكذا ما لايقل عن 40 تلميذا بحماية التنوع البيولوجي، وذلك على مدى أسبوع على الأقل.
ومن المزمع أيضا القيام بإجراءات للدعم تخص برنامج التربية البيئية بالمنتزه الوطني بخنيفرة، لاسيما إعداد وتحرير ونشر دليل لحماية قردالأطلس والتروتة النهرية، بالإضافة إلى زيادة الوعي وتعريف العاملين والمرشدين السياحيين على تقنيات الحفاظ على هذه الأصناف.
وبالإضافة إلى التحسيس، فإن هذا المشروع يشمل أيضا العديد من التدابير للمساهمة في تحسين تكاثر التروتة النهرية، وذلك عبر تهيئةمناطق التفريخ تحت إشراف علماء ومتخصصين في هذا المجال بمساعدة أطر المنتزه الوطني لخنيفرة.
كما يسعى المشروع ، من جهة أخرى، إلى تثمين فوائد حماية التنوع البيولوجي من خلال النهوض بالسياحة البيئية والرياضات المائيةلاسيما الكاياك على مستوى المناطق الرطبة للمنتزه الوطني لخنيفرة الذي يتوفر على العديد من البحيرات (أكلمام أزكزا، تيكلمامين، ويوان)،ومجاري مائية ذات أهمية كبرى بالنسبة للبلاد لاسيما نهر أم الربيع وواد فلات. وبالإضافة إلى أدوارها البيئية التي لا يمكن إنكارها، فإنهيمكن لهذه المناطق الرطبة أن تشكل رافعة للتنمية السوسيو – اقتصادية المستدامة للجهة ككل.
ورغم إمكانياتها ومؤهلاتها السياحية الهامة ، إلا أن الجهة ليس بإمكانها جذب عدد كبير من عشاق الرياضات المائية التي تمارس بشكلقليل على مستوى الأقاليم.
ولهذا السبب يعتزم مروجو هذا المشروع الاستثمار في النهوض بالرياضات المائية والجبلية وتشجيع الشباب على ممارسة هذا النوع منالأنشطة الرياضية.
ومن أجل ذلك، سيتم تكوين مدربين في هذه الأنواع الرياضية ، وتدريب حوالي أربعين شباب على التجديف بالكاياك والتجذيف بهدف تمكينعشرات المواهب الشابة من تمثيل الجهة في المسابقات الوطنية والدولية.
كما يهدف المشروع إلى مضاعفة عدد السياح الإيكولوجيين المهتمين بالثروة المائية في غضون سنتين، وتعزيز مجتمع الرياضيين المغامرينمن خلال تنظيم مسابقات رفيعة المستوى.
ويتوفر المنتزه الوطني لخنيفرة على ثروة طبيعية ومائية وثقافية لا تقدر بثمن، ويجمع 13 جماعة ترابية تضم أزيد من 43 ألف و857 شخصاو9286 أسرة. ويعتمد النشاط الاقتصادي القروي على مستوى المتنزه، بالأساس على الإنتاج الغابوي والرعوي اللذان يشكلان المصدرالرئيسي لدخل الآلاف من الساكنة.
وينتج عن هذه الأنشطة ضغوطا كبيرة على الموارد الطبيعية مما يفرض البحث عن بدائل اقتصادية مستدامة تلائم بين الحفاظ على التنوعالبيولوجي ومكافحة الوضعية الهشة للساكنة المحلية. ومن هنا جاء التوجه نحو تحسين عرض السياحة الإيكولوجية للمنتزه الوطني بخنيفرة،في انسجام تام مع المحاور الرئيسية للاستراتيجية الغابوية الجديدة “غابات المغرب 2020-2030″.