فيديو يوتيوبر مغربي يربك الجيش الإسباني ويعيد الجدل حول الجزر المحتلة

أعلنت وزارة الدفاع الإسبانية عن فتح تحقيق رسمي بعد تداول مقطع مصور يظهر فيه يوتيوبر مغربي، معروف بلقب “BS NSNS”، وهو يتجول في إحدى الجزر الجعفرية المقابلة للسواحل المغربية والخاضعة للاحتلال الإسباني. اليوتيوبر أوضح أنه تمكن من بلوغ الجزيرة سباحةً انطلاقاً من الساحل المغربي، ليتجاوز بسهولة أنظمة المراقبة العسكرية الإسبانية، قبل أن يوثق مباني مهجورة وبقايا منشآت عسكرية دون أن يعترضه أحد.
الفيديو أحدث ارتباكاً واضحاً في الأوساط العسكرية والسياسية بإسبانيا، حيث اعترفت مصادر نقلتها جريدة إلفارو دي مليلية بوجود ثغرة في المراقبة، مؤكدة أن الأمر “خطير” بالنظر إلى حساسية هذه المواقع التي تُعتبر مناطق عسكرية مغلقة. التحقيق، وفق المصادر ذاتها، يهدف إلى تحديد ما إذا كان ما جرى ناتجاً عن تقصير عملياتي أو خلل في منظومة الرصد.
هذه الحادثة تأتي في سياق مشحون، بعد أيام قليلة على خطوة استفزازية أقدم عليها النائب اليميني المتطرف ألفيس بيريز، الذي نشر شريط فيديو يزعم فيه أنه رفع علماً إسبانياً ضخماً على إحدى الجزر الصخرية المقابلة لسواحل الحسيمة. ورغم أن وزارة الدفاع الإسبانية سارعت إلى التوضيح بأن ما ظهر في التسجيل ليس سوى هيكل قديم مطلي بألوان العلم الإسباني ظل قائماً منذ أكثر من عشرين سنة، إلا أن التحرك اعتُبر في المغرب خطوة استفزازية مجانية تزيد من تأجيج التوتر.
المثير أن هذه المناورة السياسية جاءت مع اقتراب الذكرى المئوية لإنزال الحسيمة سنة 1925، وهي محطة مؤلمة في الذاكرة المغربية وذات رمزية كبيرة في التاريخ الاستعماري الإسباني. ويرى متابعون أن بيريز استغل حساسية الملف من أجل كسب نقاط سياسية داخلية في إسبانيا، دون اعتبار لانعكاسات خطوته على العلاقات الثنائية أو على مشاعر المغاربة.
وبينما تلتزم الرباط رسمياً الصمت إزاء هذه الحوادث المتتالية، فإن الرأي العام المغربي ينظر إليها كرسائل استفزازية متعمدة، تعكس استمرار بعض الأطراف الإسبانية في استغلال ملف الجزر المحتلة لإثارة التوتر وإعادة إنتاج خطاب استعماري تجاوزه الزمن.