قبر موحى وسعيد : تهديد بالفناء و نداء للحفاظ على تراث تاريخي قبل الإنتهاء من إنجاز سد تاگزيرت
قلم: عبد الرحمان ياسيد
أصبح قبر موحى وسعيد، رمزًا تاريخيًا مهمًا في جهة بني ملال خنيفرة، معرضًا للفناء إذا لم يتم التدخل العاجل للحفاظ عليه ونقله.
ويأتي ذلك بعد بدء بناء سد تاگزيرت في المنطقة المذكورة، وتحديدًا في بوونوال، التابعة إداريًا لجماعة ناوور في دائرة القصيية، حيث ستشمل المساحة التي يقع فيها القبر ومحيطه.
وترتبط جهة بني ملال خنيفرة بتاريخ مقاومين شجعان عرفوا ببسالتهم وشراسة مقاومتهم للاستعمار الفرنسي خلال فترة الحماية. ومن بينهم، تبرز شخصية موحى وسعيد الويراوي، الذي لا زالت مدينة القصيبة حتى يومنا هذا تحمل اسمه.
ويعود تاريخ ولادة موحى وسعيد إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر، دون تحديد السنة بالضبط. واشتهر بحكمته وقيادته منذ صغره، مما مكنه من قيادة قبائل إتحادية آيت ايسري، التي تضم آيت عبلولي، آيت محند، آيت اويررا، وآيت ام البخث.
وقاد معارك عنيفة ضد المستعمر الفرنسي، بما في ذلك معركة الثلاثة أيام، أو معركة مرامان، التي وقعت في 10 و 9 و 8 يونيو 1913، وألحقت خسائر جسيمة بفرنسا من حيث الأرواح والمعدات العسكرية.
كما شارك في معركة مرامان الشهيرة، فضلاً عن العديد من العمليات الأخرى وتنظيمه للمقاومين، سواء في الدير أو في الجبال بعد ذلك.
وتوفي موحى وسعيد الويراوي في عام 1924، بعد أن خطّ بصمته في مسيرة بطولية اتسمت بالتضحية من أجل الوطن والدفاع عنه ضد الأطماع الاستعمارية. ودفن في منطقة بوونوال في جبال آيت اويرا، التي حظيت بشرف استضافة رفاته.
وانتفضت أصوات بعض الحقوقيين والجمعيات الثقافية للدفاع عن هذه القضية ونقل رفات هذا المقاوم إلى مدينة القصيبة، والحفاظ عليه قبل أن تغمره مياه السد، نظرًا لأهميته كرمز تاريخي.
وفي هذا السياق، نظمت جمعية “أصدقاء القصيبة للتنمية والبيئة السياحية” في القصيبة رحلة سياحية مشيًا على الأقدام إلى منطقة تواجد القبر، ضمن حملتها الداعمة لنقل رفاته.
وفي هذا الصدد، يناشد المهتمين بتاريخ المنطقة، وكل الغيورين على التراث المادي واللامادي للجهة والي جهة بني ملال خنيفرة وكل الجهات المسؤولة الى التدخل العاجل والعمل على نقل القبر إلى مدينة القصيبة قبل انتهاء أعمال بناء سد تاگزيرت ويتلف داخله.
ويُرى أن ذلك سيعود بالنفع على المنطقة سياحيًا وثقافيًا، إلى جانب الحفاظ على إرثه الرمزي المرتبط بتاريخ المنطقة.