قرارات حظر عربات القهوة والمأكولات المتنقلة تُفجّر جدلاً بمدن المملكة

أقدمت عدد من العمالات بمختلف مدن المملكة على تفعيل قرارات محلية تروم وضع حدّ لنشاط عربات القهوة والمأكولات المتنقلة، تزامناً مع احتضان المغرب لمنافسات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم، وذلك بدعوى ضبط الفضاء العام وتعزيز مراقبة شروط السلامة الصحية والغذائية، في ظل التوافد الجماهيري والسياحي الكبير الذي يرافق التظاهرة القارية.
وكشفت مصادر “جريدة الصباح” أن حملات ميدانية انطلقت أول أمس الأحد، شملت مصادرة عربات القهوة والمأكولات بعدد من المدن، بينها الدار البيضاء، حيث باشرت سلطات عمالة الحي الحسني أولى عمليات التنفيذ، في خطوة قيل إنها تأتي تفادياً لمخاطر التسمم الغذائي المحتمل الذي قد يضر بصحة المواطنين والزوار على حدّ سواء. كما سارت سلطات طنجة على المنوال ذاته، وسط حديث عن ضغط مهني متزايد من أرباب المقاهي والمطاعم النظامية الذين يشتكون ما وصفوه بـ “الانتشار الرهيب” للقطاع غير المرخّص، والذي ينافس المقاولات الصغيرة التي تؤدي الضرائب وتملك مقرات قانونية يسهل مراقبتها وتتبعها.
وانتقدت الجامعة الوطنية لأرباب المقاهي والمطاعم، في بلاغات سابقة، ما اعتبرته زحفاً لظاهرة النشاط العشوائي أمام أعين السلطات، مطالبة بتوجيه مذكرة إلى الولاة والعمال لإيقاف استفحال الظاهرة، وإحداث لجنة مشتركة لصياغة دفتر تحملات أو قانون يؤطر القطاع ويحدد شروط الترخيص. في المقابل، يرى مهتمون أن توقيت الحملات يطرح أكثر من علامة استفهام، بالنظر إلى الحمولة الاقتصادية والاجتماعية للنشاط، وارتباطه بفئة من المهنيين الذين لم يتمكن عدد كبير منهم من أداء الذعائر المتراكمة خلال فترة “كورونا”، ما سرّع تخلي البعض عن هذا النشاط تحت وطأة الإكراهات الجبائية ومساهمات الضمان الاجتماعي والجبايات المحلية.



