هنا أيام الشارقة المسرحية 32


كتبته : صفاء أحمد آغا

” تفسير بنت ياقوت ” عرض إجتماعي درامي يحاكي بيع الوهم

على إيقاع فعاليات مهرجان أيام الشارقة المسرحية في دورتها 32 والمستمرة لغاية 20 مارس 2023 ، تأتي مسرحية ” تفسير بنت ياقوت ” وهو عرض يحاكي الأسرة ومشاكساتها وصراعات الحب التي تكتنف أولى المؤسسات الاجتماعية؛ هي الخط الرئيسي الذي تفرعت منه منحنيات السطوة ونزعة التملك لدى بطلة العرض (بنت ياقوت).
الحلم تريده البطلة على شكل رداء عصري يناسبها، ويستهويها، إلا أن القدر شاكسها في ذلك؛ فحلم الزوج أصبح لها لعنة ترافقها، وتجرح مشاعرها كأنثى، ويفجّر آبار الغيرة لديها؛ لأنها ولأول مرّة تتعرض مواقفها للرفض من قبل الزوج الذي يصمم على تجديد حياته من خلال زواج جديد، ويتخذ من ذلك الحلم وتفسير زوجته له ذريعة ربما كان ينتظرها منذ سنوات.
مهلكات النفس لبنت ياقوت كانت جرعاتها قاسية، فأخذت بنفس تلك الأنثى الشرقية تصب جل غضبها على أبناء أسرتها الأولى (العائلة) والأسرة الثانية (المحيط الاجتماعي) لدرجة أنها قامت بمحاولات أشبه ما تكون بالقتل؛ لمجرد أن الشك ساور قلبها وراقصه رقصة الموت.
تفسير بنت ياقوت؛ عمل مسرحي يكشف مجددًا الصراعات الداخلية للأنثى، ويرينا مرآة روحها التي تخفي جروح الخفاء فيها بمساحيق التجميل.

العرض قوبل بإحستحان من مختلف المسرحين والنقاد المتواجدين بفعاليات أيام الشارقة المسرحية في دورتها 32 كل حسب رؤيتها وفهمه للعرض من مختلف جوانبه سواء من الناحية الإخراجية أو السينوغرافيا أو الإضاءة وتنسيق الملابس مع الديكور وتطويع كل هذا لخدمة العرض المسرحي .

فمنهم الأستاذ ” هشام شكيب ” الذي رأى ان هناك جماليات كثيرة ومتعددة في هذا العمل سواء على النص والإخراج ، و فنية توظيف اللهجة المحلية الإماراتية بطريقة خلافة وهذا يحسب له لأنه يحاكي البيئة المحلية ، فيما لفت إلى أن أداء الممثلين أقوى من النص حيث أنهم عاشوا اللحظة والأحاسيس لا سيما الممثلة بذور التي كانت قوية في أدائها مع بقية الممثلين وهو الأمر الذي نتج عنه عرض مميز ونظيف ومريح للبصر .
فيما رأى المخرج الكويتي الدكتور ” عبد الله العابر ” إن بداية العرض وظفت فيها موسيقى عالمية وهو أمر أحدث لديه إرتباكا ، مشيرا إلى أن المغنية في البداية لم تكن ظاهرة، وكان أدائها في غاية الروعة ، لا فتا إلى أنه كان يتمنى لو أن المغنية كانت ضمن العرض بصورة أقوى و بمساحات أكبر كمحركة للسينوغرافيا .
ليأتي المغربي الدكتور ” حسن يوسفي” مؤكدا أن لديه قناعة بأن المسرح لكي يرسخ لا بد أن تتكئ المسرحيات التي تقدم على حكاية وحد أدنى من التقنيات ، وهو الأمر الذي تحقق بالفعل في هذا العمل الذي قدم فرحة ممتعة على مستويات التمثيل والإخراج .

من جانبه توجه مؤلف و مخرج العرض ،علي جمال ، بالشكر إلى كل المشاركات و الأفكار التي طرحت خلال الندوة التطبيقية، كما توجه بالشكر إلى مسرح دبي الوطني ، مشيرا إلى أن لديه فكرة بالفعل لتحويل العرض إلى عمل سينمائي ، وفي معرض رده على الآراء والأسئلة التي طرحت عن طريقة توظيف الإضاءة ، ذكر جمال أنه قد قصد بالفعل أن تكون الإضاءة بهذا الشكل من التوظيف ، مشيرا إلى أن هذه هي التجربة الأولى التي تستخدم فيها الإضاءة بتلك الكيفية التي جاءت في العرض ، وكا فيها توفيق كبير ، موضحا أن يتعلم دوما من المسرح ، وأن هناك جديد في كل مرة .

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button
error: المحتوى محمي !!
Close

تم الكشف عن مانع للإعلانات

يرجى إيقاف مانع الإعلانات للاستمرار في التصفح

نلاحظ أنك تستخدم مانعاً للإعلانات. يعتمد موقعنا على عائدات الإعلانات لتقديم محتوى مجاني عالي الجودة. نشكرك على إيقاف مانع الإعلانات وإعادة تحميل الصفحة للوصول إلى المحتوى.

نشكركم على دعمكم!