وكالة الحوض المائي لأم الربيع بأزيلال تعقد مجلسها الاداري لتقييم الأوضاع المائية واتخاذ التدابير المستقبلية للتأكيد على أمن المياه في الجهة
عقدت إدارة وكالة الحوض المائي لأم الربيع، اليوم الجمعة بأزيلال، مجلسها الإداري برسم دورة سنة 2023، تحت رئاسة وزير التجهيز والماء، نزار بركة.
وخصص هذا المجلس، الذي انعقد بحضور والي جهة بني ملال خنيفرة – عامل إقليم بني ملال، و عامل إقليم أزيلال، ورئيس جهة بني ملال– خنيفرة ورئيس مجلس الحوض المائي لأم الربيع، لحصر حسابات الوكالة برسم السنة المالية 2022، ودراسة حصيلة عملها، فضلا عنالوقوف على مدى تقدم انجاز ميزانية سنة 2023. كما استمع أعضاء مجلس الإدارة إلى عرض برنامج عمل الوكالة ومشروع ميزانيتها برسم السنة المالية 2024.
وخلال افتتاح أشغال المجلس، أبرز وزير التجهيز والماء أن المجلس الإداري لوكالة الحوض المائي لأم الربيع، ينعقد في ظرفية مناخية استثنائية تتسم بقلة التساقطات المطرية، وما لها من انعكاسات على التزويد بالماء الصالح للشرب وعلى الأنشطة الفلاحية بجهة بني ملال خنيفرة، وكذلك على مستوى جهتي الدار البيضاء– سطات ومراكش –آسفي.
وأضاف أن تزويد هذه الجهات بالماء يرتبط بحقينة سد المسيرة التي عرفت تراجعا غير مسبوق، لافتا إلى أنه انطلاقا من هذا الوضع، فإن الحكومة تعمل على كافة المستويات لمعالجة إشكالية الماء في كل أبعادها، مستحضرة التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمدالسادس، في هذا الشأن.
وبعد أن استعرض الوزير المنجزات الهامة للمملكة في مجال الماء، أشار إلى أن حوض أم الربيع ش ه د خلال السنة المنصرمة مواصلة إنجاز أشغال سد تاكزيرت بإقليم بني ملال بسعة تخزين 85 مليون م3، ومواصلة إنجاز أشغال سد على واد لخضر بإقليم أزيلال بسعةتخزين 151 مليون م3، وكذا تشغيل محطتي تحلية مياه البحر بكل من آسفي والجديدة بشكل تدريجي من أجل تزويد هاتين المدينتين والمراكز المجاورة بالماء الشروب، بالإضافة الى الماء الصناعي لمركبات المكتب الشريف للفوسفاط.
ويتعلق الأمر أيضا بإنجاز مجموعة من الأثقاب المائية الاستكشافية والاستغلالية لتقوية التزود بالماء الشروب بمناطق الخصاص و العملعلى مراقبة مجموعة من مقاطع الأودية وقنوات الجر في إطار دوريات مشتركة للحد من جلب المياه بطرق غير قانونية.
ومن أجل تخفيف الضغط على حوض أم الربيع، خاصة حقينة سد المسيرة التي عرفت تراجعا حادا، تم إنجاز الشطر الاستعجالي لمشروع الربط المائي بين حوضي سبو وأبي رقراق، والشروع في تشغيله أواخر غشت الماضي، بهدف تحويل من 300 إلى 400 مليون م3 فيالسنة من المياه من سد المنع سبو لسد سيدي محمد بن عبد الله.
كما أشار إلى إنجاز مشروع الربط بين المنظومتين المائيتين لشمال وجنوب الدار البيضاء وذلك لتقوية التزود بالماء الشروب انطلاقا من سدسيدي محمد بن عبد الله.
وفي سياق متصل، أوضح الوزير أن حوض أم الربيع شهد، على غرار باقي أحواض المملكة، توالي الجفاف خلال ست سنوات الأخيرة.
وأفاد أن السنة الهيدرولوجية 2022-2023 اتسمت كذلك بعجز في التساقطات المطرية مقارنة مع المعدل السنوي، حيث بلغ هذا العجز38 في المئة على مستوى الحوض، مما أثر سلبا على الواردات المائية بالسدود حيث بلغ العجز المسجل 69 في المئة.
وأضاف بركة أن هذه “الفترة الممتدة من فاتح شتنبر 2023 إلى 14 فبراير 2024 اتسمت بعجز في التساقطات المطرية قدر ب 59 فيالمئة مقارنة مع المعدل من نفس الفترة، مما أثر سلبا على نسبة ملء حقينات السدود بهذا الحوض والتي بلغت أدنى مستوياتها مسجلة 6.1 في المئة إلى غاية 14 فبراير الجاري“.
وأكد الوزير أن هذه الوضعية تطلبت التسريع باتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين تزويد المواطنين والمواطنات بالماء الشروب في أحسن الظروف الممكنة.
وفي هذا الصدد، أكد نزار بركة أنه تم اتخاذ إجراءات عدة، خاصة تلك المتعلقة بتقليص حصة المياه الموجهة للسقي أو توقيفها نهائيا للمدارات السقوية بتادلة ودكالة والحوز لتأمين التزويد بالماء الصالح للشرب والصناعي في ظروف عادية.
كما تم تنفيذ عدة برامج من أجل تأمين خدمات الماء الشروب بدون انقطاع، رغم الزيادة في الطلب المائي، وذلك بفضل التدابير الاستباقية والاستعجالية التي قامت بها الحكومة عبر الاتفاقيات المبرمة مع الأحواض المائية ذات الخصاص.
ومن أجل تدبير أنجع لهذه الحالة الاستثنائية، أبرز وزير التجهيز والماء أن الحكومة منكبة على مواصلة تنزيل مشاريع مهيكلة بحوض أم الربيع. وتهم على الخصوص إعطاء الانطلاقة للبدء في إنجاز كل من مشروع محطة تحلية مياه البحر لمدينة الدار البيضاء بقدرة انتاجية تبلغ 300 مليون م3 في السنة، ومشروع الربط بين محطة تحلية مياه البحر بالجرف الأصفر ومحطة المعالجة لمياه الشرب بالدورات وذلك لإنتاجحجم مائي يبلغ 60 مليون م3 عند نهاية هذه السنة.
ويتعلق الأمر كذلك بإطلاق طلبات العروض لإنجاز السد الكبير تيوزغة بإقليم أزيلال، إضافة إلى مواصلة وإنجاز وتجهيز الأثقاب المائية، وكذا إنجاز مشاريع إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة لسقي المناطق الخضراء وبرمجة إنجاز 9 سدود صغرى وصيانة 11 سدا صغيرا بهذا بالحوض.
وتابع الوزير” أن المكتب الشريف للفوسفاط سيقوم بتوسيع محطتي آسفي والجرف الأصفر لدعم قدرتهما الإنتاجية لتحلية مياه البحر من 60 مليون م3 في السنة حاليا إلى 158 مليون م3 في السنة من 2023 إلى أفق 2026، لدعم الماء الشروب والصناعي على مستوى الجرف الأصفر والجديدة وآسفي وخريبكة وبن جرير واليوسفية“.
وتفعيلا لتوجهات مشروع المخطط الوطني للماء، أكد نزار بركة أن وكالة الحوض المائي لأم الربيع قامت بإعداد مشروع المخطط التوجيهي للتهيئة المندمجة للموارد المائية على مستوى الحوض، وذلك بتشاور تام مع مختلف المتدخلين والفاعلين المؤسساتيين، وأخذا بعين الاعتبارملاحظات وتوصيات أعضاء مجلس الحوض المائي لأم الربيع المنعقد شهر يناير المنصرم.
وتجدر الإشارة إلى أنه تم خلال اجتماع المجلس الاداري، المصادقة على المخطط التوجيهي للتهيئة المندمجة للموارد المائية لحوض أم الربيع، والمصادقة على خمس اتفاقيات شراكة تهم على الخصوص الحماية من الفيضانات وتحديث شبكة القياس بالإضافة إلى دراسة عقدة الفرشة المائية البحيرة.
وعلى هامش انعقاد هذا المجلس، قام وزير التجهيز والماء بزيارة ميدانية لورش سد على واد لخضر بإقليم أزيلال للوقوف على مدى تقدم إنجاز أشغاله ومشروع طرقي بإقليم أزيلال.