ألتراس “ستار بويز 07” و”ريفولتي 12” يُصدران بلاغاً مشتركاً: التهميش يُقصي الرياضة ويخنق الحلم في جهة بني ملال خنيفرة

أصدر فصيلا ألتراس “ستار بويز 07” و”ريفولتي 12” بلاغاً مشتركاً شديد اللهجة، عبّرا فيه عن الغضب من ما وصفاه بـ”التهميش الممنهج” الذي يطال جهة بني ملال–خنيفرة، والذي لا يمس القطاع الرياضي فحسب، بل يتعداه إلى مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وجاء في نص البلاغ أن “التفاوت المجالي الصارخ، وما يرافقه من اختلالات في توزيع الموارد وتوجيه السياسات العمومية، ليس عارضاً طارئاً، بل هو امتداد لبنية اجتماعية واقتصادية تقوم على التمركز، وهيمنة الرأسمال، وإقصاء ممنهج للهوامش من دوائر القرار والتخطيط”. وأشار البلاغ إلى أن التنمية، التي يكفلها الفصل 31 من دستور 2011 كحق دستوري، تتحول في هذا السياق إلى “امتياز يُمنح على أساس القرب من مراكز النفوذ ورأس المال”، في انتقاد مباشر لما سموه “منطق السوق الجائر”.
وحمّل البلاغ الجهات المسؤولة مسؤولية ما اعتبره “إقصاءً كاملاً لمناطق بكاملها من مشاريع البنية التحتية، وعلى رأسها الرياضية، فقط لأنها لا تمثل قيمة مضافة في بورصة الجغرافيا”، مضيفاً أن هذا الإقصاء “لا يعكس عجزاً موضوعياً، بل اختياراً سياسياً مُمأسساً”.
وفي عرض لما تعانيه الفرق الرياضية المحلية، استعرض البلاغ حالات عدد من المدن بالجهة، حيث جاء فيه:
“مريرت، المدينة التي كانت تصرخ فرحاً بأهداف أبنائها، أُخرست. وادي زم، المدينة الجريحة، التي دفعت من دمائها فداءً للوطن، تُركت وحيدة. الفقيه بنصالح، حيث تحوّل حلم حمل القميص إلى حلم بالهرب. خريبكة، رغم فوسفاطها، تُذل على أرصفة الإهمال. تادلة، جفّت فيها الرياضة كما جفّت ينابيع الثقة. بني ملال، تنهكها سياسة التجاهل. خنيفرة، تحاصرها خيوط الإقصاء. الوجع واحد، والمشهد واحد.”
وشدد البلاغ على أن “الفرق لم تُقص فقط، بل نُحرت أمام أعين جماهيرها بصمتٍ بارد”، في إشارة إلى انعدام الدعم والاهتمام وغياب السياسات الجهوية الداعمة.
كما ربط البلاغ التهميش الرياضي بالتهميش البنيوي الذي يطال قطاعات التعليم، الصحة، التشغيل، والثقافة، معتبراً أن “البنية التحتية المهترئة، وإغلاق آفاق الإدماج المهني، ليست سوى نتائج مباشرة لاختيارات نيوليبرالية تنظر للمواطن لا باعتباره فاعلاً، بل رقماً في منظومة العرض والطلب”.
وختمت المجموعتان بلاغهما برسالة رمزية موجهة للمسؤولين جاء فيها: “لا ترهقوا أنفسكم في البحث عن شباب هذه الجهة، فبعضه يرقد في قاع البحر… في أحشاء الأسماك.”
ويعد هذا البلاغ نداءً صريحاً لإعادة الاعتبار للرياضة كحق من حقوق سكان الهامش، وللعدالة المجالية التي طالما شكل غيابها موضوع احتجاجات وصرخات لا تصل إلا لتُقابل بالصمت.