إستبعاد مدينتي قصبة تادلة وأبي الجعد من مشروع السكة الحديدية الرابط بين خريبكة وبني ملال، تهميش جغرافي أم اعتبارات أخرى؟
الكاتب: محسن خيير
تعتبر مدينتا قصبة تادلة وأبي الجعد من المدن العريقة التي ساهمت بشكل كبير في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة. ومع ذلك، فإن قرار استبعادهما من مشروع السكة الحديدية أثار استياءا واسعا في صفوف الساكنة، التي ترى في هذا القرار إقصاء وتجاهلا لحقوقها المشروعة. استبعاد أثار حفيظة ساكنة هاتين المدينتين، ودفع النائبة البرلمانية ماديحة خيير لتوجيه سؤال كتابي إلى وزير النقل واللوجستيك، تساءلت من خلاله عن الأسباب الكامنة وراء هذا القرار، وعن مدى تأثيره على التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة.
وتدعم النائبة البرلمانية ماديحة خيير في سؤالها هذا موقف الساكنة، مشيرة إلى أن المسار المقترح الذي يمر عبر قصبة تادلة وأبي الجعد هو الأقصر والأكثر فعالية من الناحية الاقتصادية، كما أنه يخدم عددا أكبر من السكان. بالإضافة إلى ذلك، فإن وجود ثكنتين عسكريتين ومركز تدريب عسكري في قصبة تادلة يجعل من الضروري ربطها بخط السكة الحديدية لتسهيل تنقل العسكريين وعائلاتهم.
كما أن قرار استبعاد المدينتين من مشروع السكة الحديدية الرابط بين خريبكة وبني ملال، سيشكل نقطة تحول في مسار التنمية بالمنطقة.
هذا القرار، الذي أثار حفيظة ساكنة هاتين المدينتين، يطرح تساؤلات جدية حول معايير اختيار المسارات وتوزيع الموارد في المشاريع التنموية الكبرى.
أسباب الاستبعاد: هل هي منطقية؟
رغم أن الأسباب الرسمية التي قدمتها الجهات المسؤولة عن هذا القرار لا تزال غامضة، إلا أن العديد من التحليلات تشير إلى أن عوامل اقتصادية وسياسية متداخلة قد لعبت دوراً حاسماً في هذا الاختيار. فمن جهة، قد يكون التركيز على الربح الاقتصادي على المدى القصير قد دفع صناع القرار إلى اختيار مسار أقل كلفة، حتى لو كان ذلك على حساب التنمية المتوازنة للمنطقة. ومن جهة أخرى، قد تكون هناك اعتبارات سياسية دفعت إلى تفضيل مناطق أخرى على حساب هاتين المدينتين.
آثار الاستبعاد على الساكنة؟
إن استبعاد هاتين المدينتين من مشروع السكة الحديدية له آثار سلبية بالغة على مختلف مناحي الحياة اليومية لسكانها. فمن الناحية الاقتصادية، سيؤدي ذلك إلى تراجع النشاط التجاري، وزيادة تكاليف النقل، وصعوبة تصريف المنتجات الزراعية والصناعية، مما سيؤثر سلباً على الدخل وفرص العمل. كما أن هذا القرار سيؤدي إلى عزل هاتين المدينتين عن باقي المنطقة، وسيصعب من وصول الخدمات الأساسية إليهما.
مقارنة بين المسارين المقترحين:
عند مقارنة المسار المقترح الذي يستبعد المدينتين بالمسار البديل الذي يمر عبرهما، يتضح جلياً أن المسار البديل هو الخيار الأمثل من الناحية الاقتصادية والاجتماعية. فبالإضافة إلى كونه يخدم عدداً أكبر من السكان، فإنه سيساهم في تنشيط الحركة الاقتصادية في المنطقة، وخلق فرص عمل جديدة.
يتفق العديد من الخبراء في مجال النقل والتخطيط العمراني على أن قرار استبعاد هاتين المدينتين هو قرار غير مدروس، وسيؤثر سلباً على التنمية المستدامة للمنطقة.
وتتطلع ساكنة قصبة تادلة وأبي الجعد إلى أن تجد آذانا صاغية لمطالبها المشروعة، وأن يتم مراجعة قرار استبعادهما من مشروع السكة الحديدية. فمن حق كل مواطن أن يستفيد من المشاريع التنموية التي تقوم بها الدولة، وأن يشعر بأنه جزء لا يتجزأ من المجتمع.