إصدار جديد يوثق للفن الصخري بجبل رات..نتائج أولية لجرد أثري واعد
صدر مؤخراً كتاب “التحريات الأركيولوجية بجبل رات إقليم أزيلال: نتائج أولية لجرد مواقع الفن الصخري”، للباحث جمال البوقعة، الذي يسلط الضوء على نتائج الأبحاث الميدانية التي أجراها بين عامي 2015 و2020.
ويأتي هذا الإصدار تتويجاً لمسار بحثي أكاديمي انتهى بأطروحة دكتوراه موسومة بـمساهمة في دراسة وتحليل مواقع الفن الصخري بجبل رات – الأطلس الكبير الأوسط، والتي حصل من خلالها الباحث على شهادة الدكتوراه.
ويمثل الكتاب إضافة نوعية في مجال أركيولوجيا الفنون الصخرية، حيث يقدّم مسحاً تفصيلياً لمواقع النقوش الصخرية بجبل رات، إلى جانب استعراضه لمختلف البحوث والتقارير السابقة حول هذا التراث الأثري بالأطلس الكبير. ويبرز العمل خصائص هذه المواقع الجغرافية، ويكشف عن التحديات التي واجهها الباحث خلال عمله الميداني، سواء على مستوى التضاريس الوعرة أو الظروف المناخية القاسية، خصوصاً خلال الفترات الصيفية.
ومن الناحية العلمية، يعرض المؤلف معطيات محدثة حول عدد المواقع التي تم إحصاؤها، ويقدم تصنيفاً شاملاً للمواضيع المنقوشة، مما يعزز الفهم العلمي لهذا التراث الثقافي العريق. كما يساهم في فتح آفاق جديدة أمام الباحثين الشباب، خاصة من أبناء المنطقة، لاكتشاف هذا المجال العلمي الدقيق وتعزيز الجهود البحثية في الميدان الأركيولوجي.
وقد قدّم الكتاب الدكتور محمد شكري، الباحث في الآثار والتراث بالمحافظة الجهوية للتراث الثقافي لجهة بني ملال خنيفرة، حيث أبرز في تقديمه أهمية هذا العمل في سد الفراغ المعرفي المتعلق بالفن الصخري في المنطقة، ودوره في تعزيز الدراسات الأركيولوجية بالمغرب.
هذا وقد حظي الكتاب بدعم المحافظة الجهوية للتراث الثقافي لجهة بني ملال خنيفرة، التي أشرفت على نشره، إيماناً منها بأهمية توثيق هذا الموروث الأثري وجعله متاحاً للمهتمين والباحثين، سعياً للحفاظ على التراث الثقافي الجهوي والتعريف به على نطاق أوسع.
