“السياق التاريخي والدلالات الدينية والوطنية” محور ندوة علمية بقصبة تادلة بمناسبة ثورة الملك والشعب
نظم فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بقصبة تادلة مساء يوم الاثنين 19 غشت الجاري،بتنسيق وتعاون مع المجلس الجماعي لمدينة قصبة تادلة ، والمجلس العلمي المحلي ببني ملال ، وفعاليات المجتمع المدني ، وبمشاركة أساتذة باحثين في التاريخ المعاصر ، ندوة علمية و مهرجانا خطابيا تحت عنوان:”ملحمة ثورة الملك والشعب السياق التاريخي والدلالات الدينية والوطنية” . تخليدا للذكرى 71 لملحمة ثورة الملك والشعب. وذلك بحضور المنتخبون وأسرة المقاومة وجيش التحرير وفعاليات المجتمع المدني وممثلو المنابر الإعلامية.
وافتتحت الندوة بكلمة ترحيبية ألقاها ، عبد الغاني دمو،القيم على فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بقصبة تادلة ، تلتها آيات بينات من الذكر الحكيم ألقاها الشيخ، محمد الهاشمي بلمكي، لتنطلق المحاضرات بمداخلة ، لعبد الواحد بن فضيل، أستاذ جامعي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال وممثل المجلس العلمي المحلي لبني ملال ، أبرز من خلالها أن “مناسبة ثورة الملك والشعب لايمكن فصلها عن مثيلاتها :ذكرى استرجاع وادي الذهب في 14غشت ، وكذلك عيد الشباب الذي سنحتفل به في21غشت والمسيرة الخضراء ..وغيرها من الأحداث السياسية التي عرفها المغرب منذ مطلع القرن العشرين.”
وأضاف بن فضيل،أن “قضية الصحراء المغربية تأخرت وأخذت هذا الحيز من الزمن لأنها طغى عليها الطابع السياسي ولو أنها أخذت طابع ثقافي آخر لتقدمت بشكل أكبر بماهو عليه.” مشيرا إلى أن الحوار في هذه القضية الوطنية “ظل محصورا فيما هو سياسي في حين لو أننا تناولنا دراسة القبائل الصحراوية من حيث الاقتصاد والثقافة وعلم الاجتماع في الجامعات المغربية وأنجزت بحوث في الماستر والدكتوراه حول تاريخ القبائل الصحراوية سنكون تقدمنا خطوات إلى الأمام.”
وعرج المحاضر بعد ذلك إلى الحديث عن شعار المملكة: الله الوطن الملك والنشيد الوطني، ليشير إلى أن واضعيه كانت عندهم رؤية بعيدة هي التي نعيشها اليوم.
وأبرز أن ثورة الملك والشعب ماهي إلا محطة من محطات وحلقة من حلقات كفاح مسلح بدأ منذ مطلع القرن العشرين .. مشيرا إلى أن فرنسا خيرت السلطان محمد الخامس بين البقاء معززا مكرما مقابل أن يتخلى على العرش أو النفي ففضل المنفى على أن يتخلى على العرش ومن هنا اندلعت ثورة الملك والشعب وساوموه أيضا مرارا في المنفى ، لكن عند عودته ذهب في نفس العام إلى فرنسا وطالب وألح على استقلال المغرب الشيء الذي استجابت له فرنسا وقال كلمة عظيمة وهي “أننا عدنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر” والجهاد الأكبر هو الذي نجني الحمد لله ثماره اليوم.
وتابع، عبد الواحد بن لفضيل، ممثل المجلس العلمي لبني ملال يقول إن “الراحل، الحسن الثاني ،كان ينظر بعبقرية وتفكير مستقبلي وجاء بعده محمد السادس وفتح أوراشأخرى من أهمها الورش الديني .” معتبرا ،أن العصر المحمدي عصر قرآني بامتياز وأعطى كمثال على ذلك ، أن في سنة 2010 لم تكن ولو امرأة واحدة حافظة للقرآن ببني ملال و اليوم الحافظات للقرآن بالإقليم لايحصونعددا ودور القرآن مفتوحة بالإضافة إلى الأئمة والمؤطرينالساهرين عليهم.
من جهتها شاركت ،الكبيرة ثعبان، صحافية بجريدة “الأحداث المغربية”وباحثة في التاريخ والتراث الجهويبمداخلة تحت عنوان:” ثورة الملك والشعب..تجسيد للتلاحم القوي بين العرش والشعب” ، أبرزت من خلالها أن “ثورة الملك والشعب شكلت منعطفا حاسما في ملحمة الكفاح المغربي من أجل الحرية والاستقلال.” وأضافت ثعبان، أن فرنسا كانت تعتقد أنها بإزاحتها للسلطان محمد الخامس من عرشه تكون قد فرضت سيطرتها على كافة مفاصيل المغرب،لكن الخطوة الفرنسية وبمجرد ما وصلت إلى علم الشعب المغربي، كان بداية لـ27 شهرا من الكفاح في الطريق نحو الاستقلال.
وذكرت ، أن العمليات الفذائية ونشاط خلايا المقاومة، أجبرت القوات الاستعمارية على مباشرة المفاوضات مع الملك محمد الخامس الذي لم تنفع معه التهديدات التي كان يواجه بها رفقة أسرته طوال سنتين من المنفى..، ليضطر الاستعمار في 16 نونبر 1955 ليعيد محمد الخامس إلى المغرب ليحكم ملكا وتبدأ المفاوضات مع فرنسا من أجل الحصول على الاستقلال…
وزادت ثعبان ،تقول “إذا كانت هذه الملحمة قد شكلت بالأمس ثورة للتحرر من نير الاستعمار، فإن المغرب يشهد اليوم، تحت قيادة الملك محمد السادس، ثورة هادئة على درب تحقيق نهضة كبرى على المستويين الاقتصادي والاجتماعي والرياضي والديني، وترسيخ قيم الحداثة والديمقراطية، وتعزيز مكانة المغرب الإقليمية والدولية، وتفعيل آليات صيانة حقوق الإنسان.” مبرزة أن ملحمة ثورة الملك والشعب، بالنظر لما حملته من عبر ودروس ودلالات عميقة، ممثلة في قيم الوفاء والتضحية وحب الوطن والاعتزاز بالانتماء إليه، ستظل ملحمة راسخة في ذاكرة المغاربة حيث جسدت بامتياز ذلك التلاحم القوي بين العرش والشعب الذي لا يزداد مع مرور الحقب والأزمنة إلا قوة ورسوخا.
وفي نفس السياق،ألقيت محاضرة من طرف يوسف فرساوي أستاذ مادة الاجتماعيات بمديرية بني ملالحول موضوع:” ثورة الملك والشعب بين النص التاريخي والذاكرة الجماعية”،ومداخلة محمد نجاح أستاذ مادة الاجتماعيات بنفس المديرية .