الصحة النفسية والعقلية والإدمان موضوع يوم دراسي بخريبكة
نظمت المندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية بخريبكة، مؤخرا، يوما دراسيا حول موضوع “الصحة النفسية والعقلية والإدمان”، شكل فرصة للتداول في الحلول المبتكرة التي يقدمها هذا التخصص الطبي إزاء السلوكات الإدمانية.
وكان هذا اللقاء المنظم بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بخريبكة مناسبة أيضا للتذكير بضرورة تقوية الشراكة المؤسساتية بين القطاعين الصحي والقضائي في أفق التصدي بشكل أفضل لآفة الإدمان.
وفي افتتاح أشغال اليوم الدراسي، أشار المندوب الإقليمي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بخريبكة أحمد النبطي إلى أن هذا اللقاء يندرج ضمن استراتيجية الوزارة الرامية إلى تعزيز جانب الصحة النفسية في مواجهة الاضطرابات التي يسببها الإدمان، معلنا عن قرب افتتاح مركز متخصص في الطب النفسي داخل المستشفى الإقليمي، وذلك في إطار الاحتفال بيوم الصحة العالمي.
وتم خلال اللقاء تقديم عرضين لأطباء اختصاصيين في الأمراض النفسية تمحورا حول التعريف بالصحة النفسية والإدمان، والدور الذي تلعبه السلطة والمجتمع المدني، وأهمية الدعم المقدم لهذه الفئة من المرضى النفسيين، وعلامات الإدمان وكيفية التعرف على المدمن.
وبدوره، تناول نائب الوكيل العام لدى محكمة الاستئناف ورئيس الخلية الجهوية لمناهضة العنف ضد النساء يوسف الشيخ التداخل الحاصل بين الواقع الصحي والجانب التشريعي القانوني.
وشدد على ضرورة مقاربة موضوع الصحة العقلية بدون إغفال الدور الأساسي للمحددات السوسيوـثقافية للصحة وعدم الاقتصار على الزاوية المرضية، عبر دراسة العوامل البيولوجية والاجتماعية والثقافية والعنف الأسري والميز.
وأضاف الشيخ أن هناك إشكالية ترتبط بتصنيف السلوكات المرتبطة بالإدمان، مفيدا بأن مجموعة القانون الجنائي لا تعتبر الإدمان سببا للحد من المسؤولية الجنائية باعتباره نوعا من أنواع المرض العقلي، وتجيز وضع المجرم في مؤسسة علاجية طبقا للقانون.
ومن جانبه، أبرز رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة خريبكة عبد الصمد دامي الجهود التي تبذلها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لمكافحة أمراض الإدمان، لا سيما من خلال العمل على إعادة الإدماج الاجتماعي والاقتصادي لهذه الشريحة من المجتمع، والتدخلات المباشرة بشراكة مع قطاع الصحة.
وأوضح دامي أن المبادرة تعمل على توفير كل المعدات اللازمة للمستشفيات من أجل علاج هذه الفئة مع تعزيز عنصر التوعية من خلال دعمها، مشيرا إلى أن المبادرة بذلت كل الجهود لضمان جودة إيواء المشردين من بين المدمنين.
