بإقليم بني ملال.. إطلاق مشاريع تنموية تفوق كلفتها 50 مليون درهم بجماعتي تيزي نسلي وأغبالة احتفالًا بالذكرى الـ50 للمسيرة الخضراء

تم اليوم الأربعاء، بعدد من الدواوير والمراكز التابعة لجماعتي تيزي نسلي وأغبالة بإقليم بني ملال، إطلاق وتدشين مجموعة من المشاريع التنموية المندمجة، وذلك في إطار الاحتفال بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة.
وهكذا، قام والي جهة بني ملال-خنيفرة، وعامل إقليم بني ملال، محمد بنرباك، بزيارة لدوار تداوت نالطيارة، حيث تفقد حقل نموذجي لزراعة الزعفران، الذي يندرج في إطار برنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب.
ويستهدف هذا المشروع دعم التعاونيات المحلية وتمكين النساء القرويات اقتصاديا عبر تثمين منتوج الزعفران كمورد فلاحي واعد، إذ يستفيد منه 57 فلاحا ضمنهم 48 امرأة، على مساحة تناهز 25 هكتارا، بغلاف مالي قدره 2,2 مليون درهم، ممول في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وشركاء محليين.
وبمركز تيزي نسلي، اطلع والي الجهة، رفقة رؤساء المصالح الخارجية، ومنتخبين، وممثلي المجتمع المدني، على مشروع إعادة تأهيل المركز الحضري الذي تبلغ كلفته حوالي 13,9 مليون درهم، بتمويل من مجلس جهة بني ملال-خنيفرة، ويهدف إلى إعادة تهيئة شبكة الطرق، وإنجاز مواقف للسيارات، وبناء قنوات صرف مياه الأمطار، وتحسين الإنارة العمومية وغرس الأشجار، في أفق جعل المركز فضاء حضريا منسجما وجذابا.
وفي الجماعة ذاتها، تم تقديم مشروعي الربط الفردي بالشبكة الجديدة للماء الصالح للشرب (الشطرين الأول والثاني)، اللذين تبلغ كلفتهما الإجمالية حوالي 16,7 مليون درهم، بشراكة بين مجلس الجهة والوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب. ويهدف هذان المشروعان إلى تحسين الولوج إلى الماء الشروب لفائدة سكان المركز والدواوير المجاورة على طول يقارب 12 كيلومترا.
كما تم استعراض مشروع التزويد بالماء الصالح للشرب لمركز تيزي نسلي، الذي أنجز في إطار برنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية، بغلاف مالي يناهز 6 ملايين درهم، ويشمل حفر وتجهيز الآبار، وإنجاز محطة للضخ وخزانات بسعة 500 متر مكعب، لضمان تزويد مستمر وآمن بالماء الشروب لفائدة الساكنة.
وعلى صعيد آخر، أعطى الوالي انطلاقة أشغال بناء مسلك طرقي يربط دواري تيغرمت نوشخنون وإيمدار، على طول 7,7 كيلومترات، بتكلفة تناهز 10,2 ملايين درهم، يهدف إلى فك العزلة عن الساكنة وتحسين الولوج إلى المرافق الاجتماعية والاقتصادية.
وبجماعة أغبالة، أشرف الوالي على تدشين دار الأمومة الجديدة التي تم إنجازها بغلاف مالي إجمالي يفوق 2,7 مليون درهم في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بشراكة مع جمعية دار الأمومة بأغبالة، والمندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية.
ويتوفر هذا المرفق الصحي والاجتماعي على جميع التجهيزات الأساسية الكفيلة بتأمين الرعاية بالأمهات والمواليد في ظروف إنسانية وصحية ملائمة، بما يسهم في تحسين مؤشرات صحة الأم والطفل بالعالم القروي.
وبهذه المناسبة، أعطيت انطلاقة عملية توزيع معدات المواليد الجدد لفائدة الأمهات المستفيدات، ضمن برنامج دعم صحة الأم والطفل التابع للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والذي يهدف إلى تحفيز الرضاعة الطبيعية، وتعزيز النظافة والتربية الصحية، وتقوية التوعية الأسرية في المناطق القروية.
وإلى جانب ذلك، أعطى الوالي انطلاقة أشغال إنجاز ملعب للقرب بدوار إيمينوفسو لتشجيع ممارسة الأنشطة الرياضية لدى الشباب، إلى جانب إطلاق مشروع بناء مسلك طرقي جديد بدوار ملوية لتعزيز فك العزلة وربط الدواوير بالمحاور الرئيسية.
وتجسد هذه المشاريع، التي تهم قطاعات الماء، والبنيات التحتية، والصحة، والفلاحة، والشباب، روح التنمية المجالية المستدامة التي تنهجها جهة بني ملال-خنيفرة، تنفيذا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الرامية إلى تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية وتحسين ظروف عيش الساكنة القروية.
كما تعكس هذه الأوراش التنموية المقاربة التشاركية التي تجمع بين مجلس جهة بني ملال-خنيفرة، والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والمصالح الخارجية، والجماعات الترابية، بما يضمن انسجام المشاريع وتكامل تدخلاتها لخدمة ساكنة المنطقة.



