تحديات السكن الجامعي في مدينة بني ملال: تأثيرات على حياة الطلبة الأكاديمية

تتوافد إلى مدينة بني ملال المحتضنة لجامعة السلطان مولاي سليمان التي تعد واحدة من أبرز المراكز التعليمية بالجهة سنويا، أعدادا كبيرة من الطلبة من مختلف مناطق المغرب بحثاً عن فرص تعليمية عالية الجودة. إلا أن المدينة تواجه تحديات كبيرة في توفير السكن الجامعي الكافي لمواكبة هذا التزايد المستمر في أعداد الطلبة.
إن العدد المحدود للمرافق السكنية الجامعية لا يتناسب مع الطلب المتزايد من قبل الطلبة، حيث يجد العديد منهم أنفسهم مضطرين للبحث عن سكن في القطاع الخاص، وهو ما يشكل عبئًا إضافيًا على ميزانيتهم الشخصية. ورغم تعدد الخيارات السكنية المتاحة في المدينة، إلا أن ارتفاع أسعار الكراء أصبح يشكل تحديًا آخر.
هذا الخصاص في السكن الجامعي لا يؤثر فقط على الوضع المادي للطلبة، بل يمتد إلى التداعيات النفسية والعاطفية التي يعانون منها بسبب الظروف المعيشية الصعبة. فالطالب الذي يواجه صعوبة في توفير سكن ملائم يظل تحت ضغط دائم، مما يؤثر على تركيزه في الدراسة ويقلل من قدرته على التفاعل في الأنشطة الجامعية والمشاركة في الفصول الدراسية بشكل فعال.
كما أن تنقلات الطلبة إلى مساكنهم البعيدة أو السكن في أماكن غير ملائمة يستهلك وقتهم ويؤثر سلبًا على استقرارهم النفسي والجسدي، مما يعوق تحصيلهم العلمي. علاوة على ذلك، فإن الافتقار إلى بيئة سكنية مناسبة ينعكس بشكل مباشر على استقرار الطلبة الدراسي.
يضطر العديد منهم إلى التكيف مع ظروف سكنية غير مثالية، ما يعوق قدرتهم على تنظيم وقتهم بين الدراسة والحياة الاجتماعية. وفي بعض الحالات، قد يؤثر هذا الضغط على القدرة على الاستفادة الكاملة من الموارد التعليمية المتاحة في الجامعة.
من خلال هذه الفجوة الواضحة بين العرض التربوي الكبير الذي تقدمه جامعة السلطان مولاي سليمان وبين العرض السكني المحدود، يتبين أن الطلبة في مدينة بني ملال يعانون من تحديات مركبة. فبينما تقدم الجامعة فرصًا تعليمية متميزة، تبقى الظروف السكنية غير الملائمة عائقًا أمام العديد من الطلبة الذين يسعون لتحقيق النجاح الأكاديمي.
هذا التفاوت بين العرض التربوي والعرض السكني يؤدي إلى تراجع في جودة الحياة الجامعية ويزيد من صعوبة حياة الطلبة اليومية، ما يجعل من الضروري الالتفات إلى هذه الإشكالية.