تضارب حول موعد جاهزية الـCHU ببني ملال بين تصريحات أخنوش ومعطيات مشروع قانون المالية

أثار تصريح رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، خلال محطة جولة “مسار الإنجازات” بجهة بني ملال–خنيفرة، نهاية الأسبوع الجاري، جدلاً بعدما أعلن أن المركز الاستشفائي الجامعي (CHU) ببني ملال سيكون جاهزًا سنة 2027 بطاقة استيعابية تبلغ 520 سريرًا، في وقت تشير وثائق رسمية إلى معطيات مغايرة حول مستوى تقدم المشروع وآجال إنجازه.
فوفقًا لما جاء في الوثائق المرفقة بمشروع قانون المالية لسنة 2026، تمت الإشارة إلى برمجة بناء المركز الاستشفائي الجامعي الجهوي ببني ملال بطاقة سريرية تُقدّر بـ500 سرير، مع تخصيص ميزانية مهمة تناهز 2.400 مليون درهم للمشروع، الذي طال انتظاره، واستبشرت ساكنة جهة بني ملال–خنيفرة بالإعلان عنه.
غير أن الجدول رقم 2 من مشروع قانون المالية لسنة 2026، والمتعلق بأبرز المشاريع الاستثمارية العمومية قيد الإنجاز، يُبيّن أن المشروع ما يزال بصدد التنفيذ دون تأكيد اقتراب استكماله أو جاهزيته في أفق 2027، كما ورد في خطاب رئيس الحكومة. كما لا تعكس نسب الإنجاز والاعتمادات المفتوحة المرحلة النهائية لمركز استشفائي جامعي بهذا الحجم، ما يطرح تساؤلات حول مدى واقعية الآجال المعلنة.


وتكشف المعطيات المالية المضمّنة في الوثائق الرسمية فجوة واضحة بين الغلاف المالي المرصود وتقدم الإنجاز على أرض الواقع؛ إذ تم تحديد الكلفة الإجمالية بـ 2.400 مليون درهم، بينما لا تتجاوز اعتمادات الأداء لسنة 2025 نحو 134,8 مليون درهم، وهي نسبة ضئيلة بالنظر إلى حجم المشروع.
أما نسبة الإنجاز الميزانياتي التراكمي فلا تتجاوز 0,6% فقط، في حين تُسجل نسبة الإنجاز المادي “بداية الأشغال”، ما يؤكد أن المشروع ما يزال في مراحله الأولى، رغم التصريحات التي تتحدث عن جاهزية مرتقبة خلال ثلاث سنوات.
وحسب توزيع الاعتمادات خلال السنوات المقبلة:
• اعتمادات الأداء لسنة 2026: 170 مليون درهم
• اعتمادات الأداء لسنة 2027: 250 مليون درهم
• اعتمادات الأداء لسنة 2028: 627,5 مليون درهم
ويُفهم من وتيرة الاعتمادات المرصودة أن الجزء الأكبر من التمويل مبرمج لما بعد 2027، إذ لا تتجاوز مجموع اعتمادات 2025–2027 سوى حوالي 554,8 مليون درهم، أي أقل من رُبع التكلفة الإجمالية، بينما يظل الجزء الأضخم—أكثر من 627 مليون درهم—مؤجّلاً لسنة 2028، ما يُضعف فرضية جاهزية المشروع في الموعد المعلن.
وتأتي هذه المعطيات بينما أكد أخنوش خلال حديثه أن إصلاح قطاع الصحة يُعد أولوية لا تتحمّل التأجيل، مشيرًا إلى إطلاق سلسلة من المشاريع الصحية بالجهة تشمل المستشفى الإقليمي للفقيه بن صالح (250 سريرًا) المتوقع الانتهاء منه متم 2025، ومستشفيات جديدة بأزيلال وأكلموس وأويزغت، إلى جانب مراكز لتصفية ونقل الدم وإعادة التأهيل ببني ملال.
وبين التصريحات السياسية والمعطيات الرسمية، يبقى مشروع الـCHU محطّ متابعة دقيقة من الساكنة المحلية التي تنتظر تحقيق هذا الورش الصحي الحيوي، في ظل استمرار التساؤلات حول البرنامج الزمني الفعلي لإنجازه، وقدرته على تخفيف الضغط عن منظومة الصحة بالجهة.



