خنيفرة تحتفل برأس السنة الأمازيغية 2975 بشعار: “الأمازيغية، ضمير حي في مجتمع متضامن”
عاشت مدينة خنيفرة على إيقاع احتفالات مميزة برأس السنة الأمازيغية 2975، بتنظيم من مؤسسة روح أجدير الأطلس وبدعم من جماعة خنيفرة والمجلس الإقليمي. انطلقت الفعاليات يوم الأحد 12 يناير 2025، بحضور عامل الإقليم وعدد من المسؤولين والشخصيات المدنية والعسكرية، بالإضافة إلى ممثلي المجتمع المدني والمنتخبين.
وقد جاء هذا الاحتفال تحت شعار “الأمازيغية: ضمير حي في مجتمع متضامن”، بدأ بجلسة افتتاحية احتضنتها قاعة المحاضرات بجماعة خنيفرة. تميزت الجلسة بعرض مقتطف من الخطاب الملكي السامي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الموجه يوم 17 أكتوبر 2001 بمناسبة تأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية. كما ألقيت كلمات افتتاحية لكل من رئيس جماعة خنيفرة ورئيس مؤسسة روح أجدير.
وتمثلت لحظة بارزة في الحفل في تكريم الدكتور ميلود الطايفي، الذي يعد واحداً من أبرز الباحثين في مجال اللغة والثقافة الأمازيغية، اعترافاً بمسيرته الأكاديمية الغنية وإسهاماته العلمية في الجامعة المغربية.
وعقب الجلسة الافتتاحية، انتقل الحضور إلى المركز الثقافي أبو القاسم الزياني لزيارة معارض تعكس تنوع الثقافة الأمازيغية. تضمنت هذه المعارض أعمالاً في الفنون التشكيلية والخط العربي الأمازيغي والنحت، إضافة إلى فضاء مخصص لفن العيش الأمازيغي، حيث تم تسليط الضوء على المنتجات الغذائية التقليدية ودور المرأة في إعدادها. كما شملت الفعاليات عرضاً للأزياء التقليدية ومنتوجات مجالية، إلى جانب إبراز طقوس احتفالية أمازيغية ووثائق موسيقية قديمة. وخصصت ورشة للأطفال لتشجيعهم على التعبير الإبداعي من خلال الرسم.
وامتد الاحتفال برأس السنة الأمازيغية على مدى يومين ببرنامج غني ومتنوع. تمحورت الأنشطة حول ثلاثة أقطاب رئيسية: القطب العلمي، الذي تميز بندوة وطنية ناقشت موضوع “اللغة الأمازيغية: من التنصيص الدستوري إلى تفعيل الطابع الرسمي: أسئلة وانتظارات”، بمشاركة باحثين وخبراء في مجالات القانون واللغويات وعلم الاجتماع. القطب الثقافي والفني سلط الضوء على التراث الأمازيغي من خلال عروض موسيقية وشعرية وزجلية، عكست تنوع الفنون المرتبطة بهذه المناسبة. أما القطب التراثي، فركز على إبراز أهمية رأس السنة الأمازيغية كجزء من الذاكرة الجماعية للمغاربة.
هذا وشكل الاحتفال مناسبة لتعزيز الهوية الأمازيغية كرافد من روافد الثقافة الوطنية، ولإبراز غناها وتنوعها في مختلف المجالات، ما يجعلها عنصراً أساسياً في تعزيز التضامن والانتماء المجتمعي.