دراسة دولية: المغرب ضمن أكثر الدول تضرراً بانبعاثات مكبات النفايات والميثان يثير مخاوف بيئية متزايدة

أبرزت دراسة دولية حديثة نُشرت في مجلة Nature أن المغرب يُعد من بين الدول الأكثر تأثراً بانبعاثات غازات الاحتباس الحراري الصادرة عن مكبات النفايات، مؤكدة أن النتائج التي شملت 47 دولة تكشف الحاجة الملحّة لاعتماد حلول مستدامة في تدبير النفايات المنزلية والصناعية.
وأوضحت الدراسة أن المدن الكبرى، وعلى رأسها الدار البيضاء، تُسجّل مستويات مرتفعة من انبعاثات غاز الميثان، وهو أحد أخطر الغازات الدفيئة، وذلك اعتماداً على صور أقمار صناعية عالية الدقة مكّنت من رصد مناطق الانبعاث بشكل غير مسبوق. كما اعتمد الباحثون على نحو 1500 عملية قياس ميداني في 151 موقعاً بمختلف الدول المشمولة بالبحث.
وأظهرت المعطيات أن مكب النفايات الرئيسي قرب الدار البيضاء يُعتبر نقطة انبعاث قوية للميثان، حيث تُظهر الصور الساتلية سحباً مركزة من الغازات تتحرك باستمرار بفعل الأنشطة اليومية. ويعزو الخبراء هذا الوضع إلى طرق التدبير التقليدية للنفايات، بما فيها الطمر العشوائي والاستخراج المكشوف وفرز النفايات في الهواء الطلق، مما يسهّل تسرب الغاز إلى الغلاف الجوي.
وبحسب الدراسة، فإن خطورة هذه الانبعاثات تتضاعف بالنظر إلى أن الدار البيضاء هي أكبر مدينة في البلاد من حيث عدد السكان، إضافة إلى أن جهة الدار البيضاء-سطات، التي يفوق عدد سكانها سبعة ملايين نسمة، تُنتج آلاف الأطنان من النفايات يومياً، ينتهي جزء مهم منها في مكبات غير مهيكلة بالشكل المطلوب.
وشدد الباحثون على أن غاز الميثان، الناتج عن تحلل النفايات العضوية في ظروف منعدمة الأكسجين، يساهم بحوالي 30% من الاحترار العالمي الناتج عن الأنشطة البشرية، ما يجعل إدارة النفايات أولوية بيئية ملحّة للمغرب والدول المعنية.



