صرخة شباب من الجبل.. من بوتفردة المنسية بين جبال بني ملال

ع. ياسيد
في جماعة بوتفردة بجبال بني ملال، لا شيء أكثر عبثا من واقع يدار بمجلس جماعي يشبه الفراغ بلا معارضة بلا مساءلة بلا نية حقيقية للإصلاح، فقط شبكة من المنتخبين يتقاسمون مع الساكنة صمتا يقتل الشباب كل يوم.
منذ سنوات، يحلم شباب بوتفردة بملعب يحتضن خطواتهم، بأرض يركضون فوقها دون أن يجبروا على الرحيل، لا يطلبون رفاهية بل فرصة لكسر قسوة الواقع. لكن المجالس التي يفترض ان تكون بيتهم اختارت ان تنكرهم، قتلت الحلم، داست على الطموح ودفنت الرياضة تحت أنقاض التهميش.
ينجحون حين يغادرون، يحققون الإنجاز حين يبتعدون يمارسون كرة القدم في جماعات أخرى حيث الحياة تمنح لا تنتزع وحيث الرياضة تحترم لا تحتقر، لكن رغم النجاح لا تكتمل الفرحة لأنهم لا يركضون في أرضهم، لا يصرخون من داخل جماعتهم بل دوما خارجها، يريدون فقط أن يلعبوا، أن يتنفسوا، أن يعيشوا لحظة طبيعية كأي شاب في هذا الوطن.
شباب خنقتهم السياسة وأغلقت لامبالاة المسؤولين الأبواب في وجه طموحهم، والوعود الكاذبة جعلت الرياضة امتيازا لا يستحقونه، وحتى الملعب الذي يتبجح به البعض ليس إنجازا بل شاهد قبر على نية ميتة وسلطة متهالكة، فالمشروع قديم والتنفيذ سيئ والسور انهار قبل أن تكتمل الأشغال.
هي إذن صرخة شباب من الحزام الجبلي لبني ملال، انتظر خيرا من مسؤوليه المحليين، لكن انتظاره طال ونفذ صبر الترقب، ليتجدد أمل الإصلاح وتوفير بنية تحتية رياضية تختضن مواهب بلدة بوتفردة، لكن هذه المرة هو أمل معلق على المنتخبين والمسؤولين على الصعيدين الإقليمي والجهوي، لأن التمثيلية المحلية خانت وعودها وصارت شريكا في الصمت القاتم.