عبد الحق بوزيد يودّعنا.. ابن بني ملال وعاشق السينما الذي وثّق ذاكرة أجيال

فقدت الساحة الثقافية والسينمائية الوطنية، اليوم، واحداً من أبرز وجوه حركة الأندية السينمائية بالمغرب، بوفاة الفاعل الجمعوي والسينفيلي عبد الحق بوزيد، عن سن 75 سنة، بعد معاناة طويلة مع المرض.
ويُعد الراحل، المزداد بمدينة بني ملال يوم 8 ماي 1950، من الشخصيات التي أسهمت بفعالية في تنشيط الحياة السينمائية بالمغرب منذ سبعينيات القرن الماضي، حيث ساهم في تأسيس الملتقى الأول للسينما الإفريقية بخريبكة سنة 1977، إلى جانب أسماء لامعة من طينة الراحلين نور الدين الصايل ومحمد الدهان وعبد الرزاق غازي فخر. كما شغل عضوية المكتب المسير للنادي السينمائي بخريبكة، وشارك في توثيق مسارات وتظاهرات سينمائية وثقافية كثيرة بالصورة الثابتة والمتحركة، تاركاً بذلك أرشيفاً بصرياً بالغ الأهمية.
وعلى المستوى المهني، اشتغل الراحل إطاراً بالمكتب الشريف للفوسفاط بخريبكة، حيث تولّى مسؤولية خلية السمعي البصري، وأسهم من خلال ذلك في دعم الأنشطة الثقافية والفنية داخل المدينة وخارجها.
ولم يفتر عطاؤه بعد التقاعد، بل تعزز نشاطه الجمعوي في مسقط رأسه، من خلال انخراطه في عدة جمعيات، من بينها جمعية فن إكون للنهوض بالثقافة البصرية، وجمعية أمل لمساندة مرضى السرطان بأزيلال، وجمعية مهرجان ثقافات وفنون الجبال المنظمة لمهرجان تاصميت للسينما والنقد.
وقد نال عبد الحق بوزيد، قبل رحيله، تكريمات مستحقة اعترافاً بإسهاماته الغنية ومساره المتفرد في خدمة الثقافة البصرية والعمل الجمعوي والسينفيلي.
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وألهم ذويه وأصدقاءه ومحبيه جميل الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون