عزل خطيب بالقنيطرة بعد نشره تدوينة انتقد فيها المغني ‘طوطو’

أقدمت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، على توقيف خطيب مسجد الغفران بمدينة القنيطرة (م.ق)، وهو ما خلف موجة من التعاطف معه من قبل المهتمين بالشأن الديني على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة وأن القرار جاء بعد تدوينة للخطيب انتقد فيها سهرة لمغني الراب “طوطو”.
ويرجح أن تكون تدوينة الخطيب هي السبب وراء قرار الوزارة بحسب عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حيث وجه من خلالها انتقاده لسهرة “طوطو”. وفيما يلي نص التدوينة على موقع فايسبوك:
“سيد طوطو، أجدني مدعوا إلى تهنئتكم على ما بلغتم من مجد ورفعة ومكانة مرموقة!!!
لقد حظيت برعاية يحلم الآلاف ممن يلبسون الجلباب الأبيض والطربوش الأحمر، ويتنمقون في خطبهم، ويتقعرون في ألفاظهم، ويكيلون الإطراء والمدح للشأن الديني، ويتجنبون كل ما يزعج السادة وأولي الأمر، وأنى لهم أن يدركوها!!!
هنيئا لكم سيد طوطو، فقد اعتليتم المنبر ذاته الذي اعتلاه خطيب صلاة العيد ليبشر الناس بالحياة الطيبة، ويهديهم سبيلها عبر اتباع خطة تسديد التبليغ، وها أنت اليوم تكمل الدور ذاته، فتسعد الناس و تقرب لهم الحياة الطيبة، في تسامح ديني عز نظيره في العالم، ويعزز الاستثناء المغربي!!!
صدقني سيد طوطو، أنت، لا المتنبي أحق بالقول:
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي
وأسمعت كلماتي من به صمم!!!
ومن يشكك في هذا فليسأل الناس: هل سمعتم خطبة العيد جيدا، كثيرون سيجيبونك كلا، لم نسمع لا الخطبة ولا الصلاة!!!
هل وضعت للخطيب شاشات تنقل صورته؟ الجواب: كلا رأيناه من بعيد لما صعد المنبر ثم لما نزل!!!
أما انت سيد طوطو: فقد حملت الريح صوتك الشجي العذب إلى أقاصي المدينة، وبفضل شاشات العرض، ملأ الناس أعينهم بطلعتك البهية ووجهك الصبوح!!!
هنيئا لك سيد طوطو على شخصيتك القوية، فأنت تعلمنا أن الحكمة في الوضوح وقوة الكلمة، وهاأنت تكتب على صدرك” صلكوط ” بمنتهى الصدق فمن شاء فليرض، ومن شاء فليسخط، وقافلتك تمشي، هنيئا لك سيد طوطو، وهنيئا لكل مهرجان يحتضنك، فأنت وجه آخر للسرعة الفائقة التي يسير بها المغرب، سرعة الفرح والسعادة التي تأتي على كل مظاهر التعاسة والنكد بالمحو والتشطيب والإلغاء: لا القدرة الشرائية الضعيفة، ولا نسبة البطالة، ولا جودة التعليم، ولا مستويات الجريمة، ولا حال المستشفيات، ولا حجم الفساد، ولا صور ضحايا زلزال الحوز، ولا حرب غزة والإبادة الجماعية القائمة فيها، كل هذا يلقيه متابعوك وراء ظهورهم، ويعيشون معك أسعد اللحظات وأحلاها…
فهنيئا لكم سيد طوطو، وهنيئا لكل من حضر نشاطك الغنائي واستمع إلى كلماتك الطيبة وألحانك الرقيقة، وهنيئا لكل المسؤولين الذين أشرفوا على الإعداد الجيد والتنظيم المحكم للمهرجان، وبعد أيام سيلبسون الجلباب الأبيض، والطربوش الاحمر، ليعمروا المساجد، وليختموا كتاب الشفا وليتغنوا بليالي السماع والمديح مع بردة البوصيري، وسيؤكدون بذلك أنهم عاشقون لرسول الله مقتدون به، فنعم التأسي ونعم الاقتداء، وإلى مهرجان آخر دمتم في رعاية الله!!! “