Customise Consent Preferences

نستخدم ملفات تعريف الارتباط لمساعدتك على التنقل بكفاءة وأداء وظائف معينة. ستجد معلومات مفصلة حول جميع ملفات تعريف الارتباط تحت كل فئة موافقة أدناه.

يتم تخزين ملفات تعريف الارتباط التي تندرج تحت فئة "الضرورية" في متصفحك لأنها أساسية لتفعيل الوظائف الأساسية للموقع.

كما نستخدم ملفات تعريف الارتباط من جهات خارجية لمساعدتنا في تحليل كيفية استخدامك لهذا الموقع، وتخزين تفضيلاتك، وتقديم المحتوى والإعلانات التي تتناسب مع اهتماماتك. سيتم تخزين هذه الملفات في متصفحك فقط بعد موافقتك المسبقة.... 

Always Active

Necessary cookies are required to enable the basic features of this site, such as providing secure log-in or adjusting your consent preferences. These cookies do not store any personally identifiable data.

No cookies to display.

Functional cookies help perform certain functionalities like sharing the content of the website on social media platforms, collecting feedback, and other third-party features.

No cookies to display.

Analytical cookies are used to understand how visitors interact with the website. These cookies help provide information on metrics such as the number of visitors, bounce rate, traffic source, etc.

No cookies to display.

Performance cookies are used to understand and analyse the key performance indexes of the website which helps in delivering a better user experience for the visitors.

No cookies to display.

Advertisement cookies are used to provide visitors with customised advertisements based on the pages you visited previously and to analyse the effectiveness of the ad campaigns.

No cookies to display.

فيلم القصير أطان: حكاية بطلة الفيلم “تيهيا” واجهاض حقها في التمدرس


بقلم: حسن اكرويد

يحكي فيلم اطان/ ATTAN ،(يقصد به في اللغة الامازيغية المعاناة القاسية في الذات والنفس ) .

بطلة هذا الفيلم تدعى ” تهيا” أرغمتها التقاليد والسلطة الذكورية على مغادرة المدرسة تحت الاكراه لتتزوج وهي قاصر، لتصبح مشروع أم حامل وربة بيت ،تقوم بحطب بأعواد الأشجار المتناثرة لتلتقي بفتيات من دوارها وهن في طريق المدرسة يتبادلن اطراف الحديث وهن مسرورات.

عكس “تيهيا” اليائسة والمتعبة ، تقف قرب شجرة أركان لتأخذ قسطا من الراحة ،لتسترجع ذاكراتها أيام الدراسة؛ حينما كانت تلميذة مجدة ومتفوقة في التحصيل الدراسي .

لكن نظرات “تيهيا” لا تفارق محيطها الذي عاشت فيه، مما يجعلها تعتصر ألما وبكاء شديدين، نتيجة اجهاض حلمها واقباره في زواج غير مرغوب فيه ، فهي تائهة أمام واقعها المفروض عليها.

و تتعمق ذاكرة البطلة،وتسترجع تلك الصدمة الموجعة حينما تم الطعن في مستقبلها من طرف سلطة ابيها واستسلام أمها لتعليمات الزوج المتسم بالشدة والقسوة ،الذي اجبرها بشكل تعسفي على معانقة الزواج بدل معانقة الكتاب والمعرفة.

وتستمر البطلة في تجرع ألمها في صمت حاد ،وترمي بين الحين والأخر بنظاراتها الحزينة في السماء، وتتأسف على وضعها ،مستمرة في حمل كومة حطبها فوق ظهرها وجنينها في بطنها دون الاكثرات لخطواتها المبعثرة بين الأحجار والاشواك .

فرغم الألم (اطان ) تستمر البطلة في الحياة رغم استسلامها لسلطة عمياء ،وهي وتقول في قرارة نفسها وتخاطب جنينها سواء كان ذكرا او أنثى وتترجى ان لا يكون مصير كل القادمين والقادمات الى الحياة على منوالها، وتتمنى لكل حفيدات “تهيا” الحرية والانعتاق من كل براثن الجهل والامية.

هذا الفيلم القصير المتكون من 8 دقائق و45 ثانية ، هو رسالة كافية لكل الضمائر الحية في هذا البلد العظيم ، بان المكان الطبيعي للفتيات هو المدرسة والتحصيل العلمي والمعرفي خدمة لتنمية مواطنة حقيقية لكل بناته وابنائه.

أبدع في هذا الفيلم تلاميذ واطر نادي الفلسفة بالثانوية الإعدادية سيدي احساين ببلدية لخصاص إقليم سيدي افني بإمكانيتهم البسيطة وبتشجيع من المؤسسة.

ونشير بان زواج القاصر بالمغرب لازال يشكل معضلة تنخر جسم المجتمع المغربي، وتحرم اعداد كبيرة من الفتيات من الاستمرار في حقهن في تحصيل تعليم جيد ومجاني، حيث أن الاحصائيات الرسمية التي نشرتها رئاسة النيابة العامة ان زواج القاصر بلغ سنة 2022 من 13652 اذن بالزواج. مقارنة بسنة 2020 التي تم تسجيل فيها 20738 اذن زواج.

وقبل ذلك بسنتين نشر فريق برئاسة النيابة العامة دراسة تشخيصية حول زواج القاصر بالمغرب ،اعتبرت هذه الدراسة ان قيود ثقافية واعراف في عدة مناطق بالمغرب تبيح زواج القاصرات رغم مجهودات الدولة للتصدي للظاهرة.

إن المسألة تستدعي تغير العقليات السائدة أولا قبل تعديل القوانين، مع العلم ان ترك المواد التي تبيح زواج القاصر في مدونة الاسرة (المادة 20 على خصوص) ،يشكل تخلفا حقيقا وتناقضا صارخا مع الاتفاقيات الدولية لحقوق الانسان والبروتكولات التي تبناها المغرب ،مما يحتم فعلا تعديل هذه القوانين، وتوظيف الاعلام العمومي للتحسيس بعواقب زواج القاصرات والهدر المدرسي في مجتمعنا.

وفي نفس الموضوع وفي ارتباط زواج القاصر بارتفاع الهدر المدرسي في صفوف الفتيان والفتيات، نشرت بدورها وزارة التربية الوطنية احصائيات رسمية سنة 2020 خلال الازمة الفيروسية ،ان نزيف الهدر المدرسي ما بين 2019-2020 بلغ ازيد من 300 الف تلميذ وتلميذة سنويا ، وتشكل نسبة الفتيات المنقطعات عن الدراسة نسبة كبيرة قدرت ب 42 بالمئة .

وفي فاتح مارس 2021 وقعت رئاسة النيابة العامة ووزارة التربية الوطنية اتفاقية شراكة وتعاون في مجال الزامية التعليم الأساسي من اجل الحد من الهدر المدرسي تنفيذا لإعلان مراكش 2020 ، وخلالها صرحت رئاسة النيابة العامة بأنه تم ارجاع 20 الف فتاة الى اقسام الدراسة بالتنسيق مع وزارة التربية الوطنية .

لذلك استمرت رئاسة النيابة العامة في تفعيل الاتفاقية رفقة الشركاء ،وتحققت بعض النتائج بإرجاع ما يمكن ارجاعه الى المدارس (في كل من الحوز، وبني ملال ،وتارودانت ).

إن الأرقام التي تقدمها سنويا وزارة التربية الوطنية وتقارير المندوبية السامية للتخطيط وتقارير المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئ ، كلها تعتبر ان نزيف الهدر المدرسي في ارتفاع مستمر سنة بعد سنة ،مما يطرح على الحكومة إتخاذ إجراءات حقيقة للحد من هذا النزيف المتواصل من أجل إنقاذ مستقبل فتيات هذا البلد.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button
error: المحتوى محمي !!
Close

تم الكشف عن مانع للإعلانات

يرجى إيقاف مانع الإعلانات للاستمرار في التصفح

نلاحظ أنك تستخدم مانعاً للإعلانات. يعتمد موقعنا على عائدات الإعلانات لتقديم محتوى مجاني عالي الجودة. نشكرك على إيقاف مانع الإعلانات وإعادة تحميل الصفحة للوصول إلى المحتوى.

نشكركم على دعمكم!