في شهر التراث… أكاديميون وخبراء يناقشون ببني ملال سبل حماية الذاكرة وتنمية الأقاليم-البرنامج-

في إطار الاحتفال بشهر التراث، وتحت شعار “التراث والتنمية المستدامة”، تحتضن كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، التابعة لجامعة السلطان مولاي سليمان، يوم الخميس 24 أبريل 2025، ندوة علمية وطنية تنظمها مسالك الماستر “التراث: territoire et société” و”دراسات التراث المادي واللامادي”، وذلك بتنسيق مع المديرية الجهوية للمحافظة على التراث الثقافي والمختبر الجامعي “مختبر السرد وأشكال الثقافات: أدب، لغة ومجتمع”.
وتسعى هذه الندوة العلمية إلى تسليط الضوء على العلاقة المتداخلة بين التراث والتنمية المستدامة، انطلاقًا من المقاربة التي تبنتها منظمة اليونسكو في اتفاقية 2003 الخاصة بصون التراث الثقافي غير المادي، والتي أكدت على الأبعاد الاجتماعية والبيئية كأحد ركائز التنمية الشاملة. فالتنمية المستدامة، وفق هذا التصور، تتجاوز الجوانب الاقتصادية لتشمل تعزيز التماسك الاجتماعي.
وتمكين المجتمعات المحلية، ايضا من صون التنوع الثقافي، وتحقيق العدالة البيئية. وفي هذا الإطار، يُعتبر التراث—سواء المادي أو اللامادي—أداة فعالة للحفاظ على الهوية الجماعية ونقل المعارف والقيم عبر الأجيال، كما يُعد رافعة لتقوية الشعور بالانتماء وتحصين المجتمعات ضد الإقصاء والتهميش.
وتأتي هذه المبادرة الأكاديمية في سياق الحاجة الملحة إلى بلورة سياسات ثقافية وتنموية تراعي البعد الإنساني للتراث، وتُعيد التفكير في دوره كعامل من عوامل الاستدامة الاجتماعية والبيئية، لا كمجرد موروث للماضي.
وستعرف هذه الندوة العلمية مشاركة نخبة من الأساتذة والباحثين المتخصصين في مجالات التراث والتنمية. بحيث ستقدم الدكتورة توريا لمبعد، أستاذة جامعية ومنسقة ماستر “التراث: territoire et société”، مداخلة تؤطر من خلالها العلاقة بين المجال والذاكرة. وكما ستشارك الدكتورة كريمة بوحسون، منسقة ماستر “دراسات التراث المادي واللامادي”، بمداخلة تسلط الضوء على سبل تثمين التراث غير الملموس في ظل التحديات التنموية الراهنة.
ومن جهته، سيتناول الدكتور عبد الرحمن غانيمي، مدير مختبر السرد وأشكال الثقافات ومنسق ماستر “السرد والثقافة بالمغرب”، البعد السردي للتراث ودوره في بناء الهوية. كما سيقدم الدكتور هشام بوزكراوي، منسق ماستر “البيئة والدينامية المجالية”، مداخلة حول تقاطع التراث مع قضايا البيئة والتنمية المستدامة.
ويشارك في هذا اللقاء أيضًا الدكتور جمال جبالي، أستاذ باحث بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، إلى جانب محمد شكري، مدير المديرية الجهوية للمحافظة على التراث الثقافي بجهة بني ملال خنيفرة، الذي سيقارب الجهود المؤسساتية المبذولة في حماية وتثمين التراث الجهوي.
ويشرف على تنسيق هذه التظاهرة العلمية كل من الأستاذتين توريا لمبعد وكريمة بوحسون، اللتين يعتبران أن الهدف من تنظيم هذه الندوة يتمثل في “تعميق النقاش حول التراث باعتباره رافعة للتنمية، ووسيلة لتعزيز الهوية الثقافية، وكذا إبراز سبل إدماجه ضمن السياسات العمومية البيئية والثقافية”.
وتتزامن هذه الندوة مع احتفال المغرب، إلى جانب باقي الدول، بشهر التراث، وهي مناسبة لإبراز غنى وتنوع الرصيد التراثي الوطني، وتسليط الضوء على الجهود الأكاديمية والمؤسساتية الرامية إلى حمايته وتثمينه.
هذا ويُرتقب أن تخلص الندوة إلى توصيات عملية ستساهم في صياغة رؤى تنموية تجمع بين الأصالة والمعاصرة بمضمونها الثقافي والعلمي، كما ستفتح آفاقًا جديدة أمام البحث العلمي في مجالات التراث والتنمية بالجهة وبكل مختلف جهات المملكة.