لأول مرة منذ 2021 .. سعر الغازوال ينخفض إلى أقل من 10 دراهم

شهد سوق المحروقات في المغرب، خلال شهر دجنبر الجاري، تراجعا ملحوظا في الأسعار، انعكس لأول مرة منذ سنة 2021 على مستوى تسعيرة الغازوال التي كسرت حاجز 10 دراهم للتر، وهو ما اعتبره مراقبون “انخفاضا ذا أثر نفسي قوي” لدى المستهلكين، خاصة في المدن الكبرى.
وفي وسط مدينة الدار البيضاء، عرضت بعض محطات الوقود هذا الصباح أسعار الغازوال بأقل من 10 دراهم، في مشهد غير مألوف منذ أربع سنوات، حيث سجلت محطات «أفريقيا» سعرا قدره 9.95 دراهم للتر، مقابل 11.88 درهما للتر من البنزين. كما سجّلت محطات «وينكسو» انخفاضا أكبر قليلًا، بعرض 9.92 دراهم للغازوال و11.85 درهما للبنزين، بينما ظلّت باقي شركات التوزيع متحفظة ولم تُطبّق هذا التراجع بعد، محافظة على أسعار تتراوح حول 10.60 دراهم للغازوال و12.32 درهما للبنزين للتر الواحد.
ويمثل هذا الانخفاض الثاني خلال شهر دجنبر، بعدما سجّل سعر اللتر منتصف الشهر الجاري تراجعا سابقا بمقدار 35 سنتيما لكل من البنزين والغازوال، وهو ما شكّل بداية لمسار تنازلي مستمر، تزامن مع استقرار نسبي في أسواق النفط العالمية، التي ظلت محدودة التقلبات مقارنة بالأشهر الماضية.
وعلى الصعيد الدولي، حافظ خام «برنت» على سعره في نطاق 61 إلى 62 دولارا للبرميل، بينما استقر خام غرب تكساس الوسيط «WTI» في حدود 58 إلى 59 دولارا للبرميل، وسط توقعات بتباطؤ الطلب العالمي، خاصة في الأسواق الآسيوية والأوروبية، إضافة إلى مؤشرات تفيد بوجود فائض محتمل في المعروض النفطي خلال الربع الأول من السنة المقبلة.
ويربط خبراء هذا التراجع بعوامل متعددة، أبرزها تراجع وتيرة الاستهلاك العالمي بسبب تباطؤ النمو الاقتصادي، واستمرار تأثير سياسات التشديد النقدي، إضافة إلى مخاوف من فائض الإنتاج لدى بعض الدول غير الأعضاء في “أوبك+”، ما دفع الأسعار إلى ميل تدريجي نحو الانخفاض خلال الأسابيع الأخيرة. كما ساهمت توقعات انخفاض الاستهلاك الصناعي خلال فصل الشتاء، في إبقاء الضغوط النزولية قائمة، رغم استمرار ترقب أي مستجدات جيوسياسية قد تؤثر على استقرار الأسواق.
وبالنسبة للمستهلك المغربي، يمثل هذا التراجع متنفسا اقتصاديا مهما، في ظل استمرار ضغط غلاء المعيشة وتأثيره على القدرة الشرائية، خصوصا لدى مهنيي النقل الطرقي، وسائقي سيارات الأجرة، وأصحاب الشاحنات، الذين عانوا طيلة السنوات الماضية من ارتفاع كلفة التشغيل بسبب أسعار الغازوال.
ويرى متتبعون أن انخفاض سعر الغازوال دون 10 دراهم، وإن كان مقتصرا حاليا على عدد محدود من محطات الوقود، إلا أنه قد يشكل بداية لموجة تراجع أوسع في حال استمرار استقرار الأسواق الدولية عند هذه المستويات، وغياب أي عوامل طارئة قد تعيد الأسعار إلى منحى تصاعدي.



