ماستر دراسة التراث المادي واللامادي ببني ملال يتفاعل مع خبر التوصل الى اقدم مخطوطة امازيغية تعود لـ 1300 سنة ق.م


 

تمت دراسة وكشف مخطوطة بُردية فرعونية تحتوي على تعويذة ضد الثعابين في المتحف المصري بتورينو، وتعتبر هذه التعويذة إحدى أقدم النصوص الأمازيغية المعروفة. قام فريق من الباحثين، بقيادة جيسون سيلفستري Jason Silvestri من جامعة بيركلي في كاليفورنيا، بدراسة هذه المخطوطة بالتعاون مع خبراء آخرين.

وفي دراستهم، كشف الباحثون أن المخطوطة تحتوي على تعويذة سحرية للوقاية من الثعابين، وقد تبين أنها مكتوبة باللغة الأمازيغية القديمة، ولكن باستخدام أسلوب الكتابة الهيراطيقية “الهيرية”.

وفي السطر الأول: : yew-sh-d-w (يوشاضو) بمعنى الإنزلاق والزحف [ زحف الثعبان ]..، السطر الثاني: : t-sh (تش) بمعنى الأكل..، السطر الثالث: : y-bw-i-rw (يبايرو) منها اشتقت: “أباغوغ” و يُقصد به حيوان الثعلب، وكذلك كلمة: tch-r-m-ti (تشآرماتي) وهي صيغة مؤنثة قديمة لـ “آزرم-azrem” وهو اسم للثعبان.

وكانت تُستعمل لدى أمازيغ “القهق” وكذلك “المشواش” و”التمبو” الذين استوطنوا الأراضي الليبية المتاخمة للحدود المصرية، وظهروا في النقوش والبُرديات المكتوبة للفراعنة، كحلفاء للمصريين في عهد المملكة الجديدة، كما قاتلوا إلى جانب رمسيس الثالث كما تشير إلى ذلك “بُردية أناستاسي” “Papyrus Anastasi” المعروضة بالمتحف البريطاني تحت رقم 10247 منذ عام 1839.

وقد تمت دراسة التركيب والصوت والنحو للمخطوطة، وتأكيد أنها تعبر عن تقنيات وثقافة الشعب الأمازيغي. وتعتبر هذه الوثيقة ذات أهمية كبيرة في فهم تاريخ وثقافة الشعب الأمازيغي، حيث تعود إلى حوالي 1300 قبل الميلاد، مما يضيف حوالي ألف عام إلى تاريخ تدوين اللغات الأمازيغية. تسلط هذه الوثيقة الضوء على الملامح الخفية لخصائص اللغة الأمازيغية القديمة، وتسهم في فهم أعمق لثقافة وتقاليد شعوب القَهَقْ.

ومن جانبها، فقد أشرفت منسقة ماجستير دراسة التراث المادي واللامادي، بكلية الاداب والعلوم الانسانية ببني ملال، الدكتورة والأستاذة الجامعية فاطمة الزهراء صالح، على تفاعل مع أحد الباحثين المصريين من راحة سيوا، بهدف تأكيد وتوضيح هذا المعطى التاريخي وكذلك بربطه مع بعض جوانب التقارب والتشابه بين التراث المصري والمغربي، والعلاقات بينهما من منظور الدلالات الأنثروبولوجية والتاريخية، من خلال دراسة رموز التراث المادي واللامادي.

ومن المهم الإشارة إلى أنه منذ سنة 1959، اعتُبر نقش “عزيب ن إكّيس” بالأطلس الكبير أقدم نص أمازيغي مؤرخ، وتم تحديد زمنه فيما بين سنتي 500 ق.م و 800 ق.م. بالإضافة إلى أن مخطوطة “تعويذة ضد الثعابين بلغة شعب القَهَقْ” تؤرخ لحوالي 1300 قبل الميلاد، مما يجعلها إحدى أقدم النصوص المعروفة للأمازيغية، وتعزز بذلك فهمنا لتاريخ وثقافة هذا الشعب القديم.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button
error: المحتوى محمي !!