محسن خيير يكتب : “حديقة الموت” بقصبة تادلة: قنبلة موقوتة أمام أعين المسؤولين!
محسن خيير – قصبة تادلة
على بعد أمتار معدودة بين مقر الجماعة الترابية لقصبة تادلة ومقر باشوية مدينة قصبة تادلة، تتربع “حديقة عمومية” عنوانها الرئيسي: الإهمال والخطر في حق الطفولة. ما كان من المفترض أن يكون فضاءً آمناً للأطفال والعائلات، تحول إلى خطر دائم يهدد حياة الصغار، في ظل صمت قاتل من الجهات المسؤولة.
ما يُطلق عليه “ألعاب الأطفال” في هذه الحديقة ما هو إلا أدوات شبه قتل بطيء. حديد مكسور، زوايا حادة، وأجزاء متآكلة صدئة، كلها تشكل مشهداً مرعباً يختصر سنوات من التهميش. الأطفال الذين يجرؤون على اللعب هنا أو حتى يعبرون الحديقة في طريقهم إلى المدارس، هم ضحايا محتملون لإصابات خطيرة قد تنتهي بكارثة لا تُحمد عقباها.
الفضيحة أكبر عندما نعلم أن هذه الحديقة تقع بين أهم مؤسستين إداريتين في المدينة: الجماعة الترابية والباشوية. ورغم ذلك، تستمر الحديقة في تقديم مشهد مخزٍ يعكس انعدام المسؤولية وغياب الضمير. كيف يمكن للمسؤولين المرور يومياً بجانب هذا الوضع دون تحرك؟ هل ينتظرون وقوع كارثة إنسانية حتى يتحركوا؟ أم أن حياة الأطفال لا تدخل ضمن أولوياتهم؟
هذا المقال، وهذه الصور التي توثق الإهمال والتقصير، ليست مجرد دعوة بل صرخة ملحّة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. التأهيل الفوري للحديقة، أو على الأقل إزالة الألعاب الحديدية المتضررة، أصبح ضرورة لا تحتمل المماطلة أو الأعذار.
إن استمرار هذا الوضع هو جريمة مكتملة الأركان في حق الطفولة. إذا وقعت الكارثة – لا قدر الله – فلن تكون مجرد حادثة، بل ستكون شهادة فشل مدوية لكل مسؤول في هذه المدينة. لن يقبل سكان قصبة تادلة بمزيد من الصمت. الكرة الآن في ملعبكم. تحركوا قبل أن يكتب التاريخ أسماءكم في سجل العار!