نداء من جبال تيزي نسلي يعيد مضطربا نفسيا إلى أحضان عائلته بالدار البيضاء بعد قصة مؤثرة

أسدل الستار ليلة السبت الماضي على فصول قصة مصطفى العنبر بزاوية الشيخ بعد لقائه بأخيه الذي أعاده إلى الدار البيضاء، بعد أكثر من شهر قضاه بين تيزي نيسلي وزاوية الشيخ كواحد من المضطربين نفسيا الذين تم ترحيلهم في وقت سابق من الدار البيضاء إلى بني ملال، اللقاء الذي حدث بين الأخوين جاء بعد مجهود جبار من شابين من تيزي نيسلي تتبعا فصول هذه القصة الإنسانية من بدايتها إلى نهايتها.
منتصف شهر غشت المنصرم، تفاجأ الرأي المحلي بمركز تيزي نيسلي بإقليم بني ملال بوجود شخص يعاني من اضطرابات نفسية يتنقل في الشوارع والأسواق في وضعية صعبة، وكان الجميع يعلم أنه ليس ابن المنطقة، لذلك كان الناس يقدمون له الأكل، ومنهم من كان يساعده بالنقود.
يذرع حارات البلدة وأزقتها نهارا وفي الليل يقطع حوالي كيلومتر نحو محطة وقود توجد بمدخل البلدة على الطريق 317 ، لينام بجوارها… هنا تحركت إنسانية عمال المحطة، فمن رأى حالته ليس كمن سمع عنها. قدموا له الفراش والأكل كلما استطاعوا إلى ذلك سبيلا.
في الثاني عشر من شهر شتنبر الجاري، نشر إعلان على صفحة إليكترونية محلية فيه معلومات مصطفى العنبر الذي كشف لعمال المحطة أنه ينحدر من حي النسيم بالدار البيضاء، النداء وجه بالخصوص لعائلته أو لكل من يعرفها.
بعد أيام اتصل أخوه من الدار البيضاء بالرقم المرفق بالإعلان، ولكن مصطفى العنبر كان قد غادر تيزي نيسلي نحو وجهة مجهولة، إلا أن أحد الشابين أخذ على عاتقه مسؤولية العثور عليه، وناشد أبناء المنطقة الذين يسافرون نحو المراكز والمدن المجاورة (زاوية الشيخ ، القصيبة ..) إبلاغه إذا تم العثور عليه بأحد هذه المراكز أو الطرق الرابطة بينها.
قبل أيام تم العثور عليه بزاوية الشيخ أمام أحد مساجد المدينة، وتم ربط الإتصال بأخيه الذي أتى من الدار البيضاء لإعادة مصطفى العنبر إلى دفئ أسرته.
قصة مصطفى العنبر، تشبه إنسانيا رأس دبوس قياسا إلى طاولة المعاناة الكبيرة التي تعانيها فئة المضطربين نفسيا وعائلاتهم، والصور القادمة من زاوية الشيخ لحظة اللقاء كانت مليئة بكثير من الفرح والإنسانية، خاصة وأن مصطفى العنبر كان مسالما طيلة المدة التي قضاها بتيزي نيسلي (مائة كيلو متر شمال شرق بني ملال ) لم يمس أحدا بسوء، ولا اعترض سبيل أحد، حل ضيفا طيبا وبقي كذلك إلى أن عاد إلى أسرته.