يونس مناس يكتب : التسول في بني ملال وادراج القاصرين من المسؤول؟


بقلم يونس مناس
فاعل تربوي وسياسي وحقوقي

السؤال الذي حيرني هو من المسؤول؟؟
في الآونة الأخيرة، أصبحت ظاهرة التسول في بني ملال منتشرة بشكل مخيف، والخطير في الأمر هو إدراج القاصرين في هذه العملية دون قلب حنون ولا ضمير يؤنّب. وقس على ذلك استغلال الأطفال القاصرين في التسول غير المباشر… والتي باتت جريمة في حق الطفولة
كل يوم نصادفهم… أطفال يحملون علب الشوكولاطة، البيمويات، أو المناديل الورقية، يجوبون المقاهي والطرقات، من حي لآخر، ومن زبون لآخر. يقتربون بابتسامة خجولة وبنظرة مكسورة، وكأن براءة وجوههم تقول أن مكاني ليس هنا.
لكن فلنتوقف لحظة ونسأل أنفسنا: هل هذا هو المكان الطبيعي لهؤلاء الصغار؟الجواب واضح: لا.
المكان الطبيعي للقاصر هو المدرسة، بين الكتب والأقلام، لا بين المقاهي والطرقات.
ما يحدث ليس تجارة بسيطة، بل هو تسول غير مباشر، واستغلال واضح لبراءة الطفولة تحت غطاء البيع. وراء كل طفل من هؤلاء قصة غائبة، وواقع مرير: أسرة فقيرة؟ استغلال من طرف جهات معينة؟ أم إهمال ممنهج؟
المطلوب ليس فقط أن نشعر بالشفقة، بل أن نتحرك، أن نطالب بحماية الطفولة من هذا النوع من الاستغلال، وأن نذكر بأن المدرسة ليست رفاهية، بل حق أساسي لكل طفل.
الطفل الذي يُدفع اليوم للبيع في الشارع، قد يُدفع غدًا لما هو أسوأ. لا تشتري لتُسكت ضميرك، بل تحدث لتوقظ ضمائر الآخرين.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button
error: المحتوى محمي !!
Close

تم الكشف عن مانع للإعلانات

يرجى إيقاف مانع الإعلانات للاستمرار في التصفح

نلاحظ أنك تستخدم مانعاً للإعلانات. يعتمد موقعنا على عائدات الإعلانات لتقديم محتوى مجاني عالي الجودة. نشكرك على إيقاف مانع الإعلانات وإعادة تحميل الصفحة للوصول إلى المحتوى.

نشكركم على دعمكم!