محمد لحياني : LE61.MA
شهدت مدينة تيزنيت يوم أمس السبت 24 غشت الجاري ، وقفة احتجاجية حاشدة نظمها ساكنة مجموعة من الجماعات جهة سوس ماسة وعدد من الفاعلين الجمعويين، للمطالبة بإلغاء مشروع بناء المنتزه الطبيعي للأطلس الصغير الغربي. توافد المحتجون من مختلف القرى والمداشر المحيطة، حاملين لافتات وشعارات تندد بالمشروع الذي يرون فيه تهديدا لمصالحهم الاقتصادية والاجتماعية.
أبرز المحتجون أن المشروع المقترح سيؤدي إلى تهميش الأراضي الزراعية والرعوية التي يعتمد عليها سكان المنطقة في معيشتهم اليومية، مؤكدين أن تحويل هذه الأراضي إلى منتزه طبيعي سيؤدي إلى تضييق الخناق على الرعاة والمزارعين الذين يعتمدون على هذه الأراضي في زراعتهم وتربية مواشيهم.
وصرح أحد النشطاء المحليين خلال الوقفة قائلاً: “إن تحويل هذه الأراضي إلى منتزه طبيعي سيؤدي إلى تفاقم البطالة والفقر في المنطقة، حيث سيتم منع السكان من استغلال أراضيهم بحرية. نحن لسنا ضد حماية البيئة، لكننا ضد أي مشروع لا يأخذ بعين الاعتبار حقوق السكان الأصليين.”
كما عبر المحتجون عن استيائهم من عدم استشارتهم في هذه القرارات التي تمس حياتهم اليومية. وأكدوا أن مثل هذه المشاريع يجب أن تنفذ بالتوافق مع السكان المحليين وبناءً على دراسة دقيقة للآثار الاجتماعية والاقتصادية.
من جهة أخرى، دعت جمعيات المجتمع المدني في تيزنيت إلى فتح حوار جاد بين السلطات والمجتمع المحلي للوصول إلى حلول توافقية تحفظ حقوق السكان وتحافظ على البيئة في نفس الوقت. كما طالبوا بإجراء دراسة ميدانية شاملة لتقييم التأثيرات المحتملة لهذا المشروع على المنطقة وسكانها.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الوقفة الاحتجاجية تأتي في سياق سلسلة من الاحتجاجات التي شهدتها مناطق مختلفة من المغرب في الفترة الأخيرة، ضد مشاريع ينظر إليها على أنها تهدد استقرار السكان المحليين وتفاقم من مشاكلهم الاقتصادية والاجتماعية.
في الختام، يبقى ملف المنتزه الطبيعي للأطلس الصغير الغربي مفتوحا على احتمالات متعددة، ما بين الاستمرار في الاحتجاجات أو الوصول إلى توافق بين جميع الأطراف المعنية.