اكتشاف أثري بالمغرب يعيد رسم تاريخ شمال إفريقيا قبل الفينيقيين

كشف فريق من الباحثين المغاربة عن أول قرية من العصر البرونزي في المغرب الكبير، تعود إلى فترة ما قبل وصول الفينيقيين، وهو ما من شأنه إعادة النظر في الفرضيات السائدة حول تاريخ المنطقة.
الاكتشاف، الذي تم بمنطقة واد لاو، جاء في إطار أطروحة دكتوراه للباحث حمزة بنعطية، تحت إشراف الدكتور يوسف بوكبوط من المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، وبمشاركة طلبة باحثين آخرين. وقد تم نشر نتائجه في مجلة Antiquity العلمية المرموقة، مما يعكس أهميته الأكاديمية.
ووفقًا للفريق الأثري، فإن موقع ظهر المودن (كاش كوش) يثبت أن السكان المحليين كانوا يتمتعون باقتصاد زراعي متقدم، كما أنهم انخرطوا في شبكات تجارية مع العالم المتوسطي قبل وقت طويل مما كان يُعتقد سابقًا. ويؤكد الباحثون أن ساكنة المنطقة لم تكن مجرد متلقٍ للتأثيرات الخارجية، بل قامت بدمج بعض العناصر الثقافية الوافدة مع الحفاظ على تقاليدها الأصلية.
ويرى الفريق العلمي أن هذا الاكتشاف يدعو إلى إعادة التفكير في مرحلة ما قبل التاريخ الحديثة في إفريقيا المتوسطية، حيث يتضح أن المنطقة كانت فضاءً نشطًا للتبادلات والابتكار الثقافي. كما أن استمرار الأبحاث قد يكشف عن مواقع أخرى مماثلة، مما سيساهم في تعميق الفهم حول المجتمعات القديمة في المغرب الكبير.