الثامن من يوليوز.. ذكرى اغتي.ال الكاتب والروائي غسان كنفاني .. 52 سنة مرت على إسكات من قال: في نهاية المطاف الإنسان قضية


 

محمد مجي

عائد إلى حيفا ..
رائعة من روائع غسان كنفاني ..

الرواية التي وصف فيها غسان وهو في طريق عودته إلى حيفا رفقة زوجته ، ذلك اليوم المشؤوم حيث الجنود الإنجليز أطلقو شؤبوبا من الرصاص من التلال صوب المدينة، فكان الدخان والعويل ودوي القنابل وزخات الرصاص تمتزج أصواتها بالصراخ وعويل الناس وهدير البحر وزحف الخطوات الضائعة التائهة وصوت المجاذيف على سطح الماء لزوارق تحمل المهجرين قسرا نحو المجهول..

في رحلة عودته يتذكر أيضا كيف ضيق الجنود الخناق على كل الشوارع إلا الشارع الرئيسي المؤدي إلى البحر حيث أكوام البشر على الشاطئ تتساقط على الزوارق المنتظرة في الماء، حيث يكلفك قليل من التردد في ركوب الزورق ضربة حربة بندقية، أو في أفضل الحالات الضرب بأعقاب البنادق اللعينة.

البطل سعيد لم يصل إلى الشاطئ بل قرر معاكسة أمواج المهجرين المهرولين في الشارع الرئيسي بالعودة إلى بيته حيث ترك زوجته صفية وابنه خلدون.. ويحدث أن بقي خلدون في حيفا، غسان هنا ترك بذرة في مدينته حيث حلم العودة لا يغادر عقله.

في الرواية ينمحي مصير إنسان تدريجيا، وعلى حسابه يزحف مصير إنسان جديد قادم على أبراج الدبابات، يحرق، يدمر، يقتل، يهجر..

بعد سنوات قتل غسان في عملية تفجير سيارته حيث تناثرت أشلاءه رفقة إبنة أخته في بيروت، العملية نوعية، هكذا عنونت الصحف والخط التحريري المساند للحملة الغاشمة والتطهير العرقي.

وتساءل كثيرون، من الذي دفع بالغاشمين إلى تخطيط وتدريب عملاء لإسكات هذا الصوت المزعج.

غسان لم يكن إنسانا فقط، بل كان قضية تتحرك، قلم تفوق حبره على بارود رصاصة، مقالاته كانت متاريس في طريق الدبابات، وهو الذي قال السلام بين الدبابة والحجارة محض استسلام.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button
error: المحتوى محمي !!
Close

تم الكشف عن مانع للإعلانات

يرجى إيقاف مانع الإعلانات للاستمرار في التصفح

نلاحظ أنك تستخدم مانعاً للإعلانات. يعتمد موقعنا على عائدات الإعلانات لتقديم محتوى مجاني عالي الجودة. نشكرك على إيقاف مانع الإعلانات وإعادة تحميل الصفحة للوصول إلى المحتوى.

نشكركم على دعمكم!