الرميد: من يذبح في هذه الظروف “مواطن سيء وتدينه مغشوش ويحتاج إلى علاج”

اعتبر المصطفى الرميد، المحامي والوزير السابق، أن دعوة الملك محمد السادس للمواطنين إلى عدم ذبح أضاحي العيد لهذه السنة جاءت بعد “تفكير مليّ، وتردد جليّ، واستشارة واسعة”، مؤكدًا أنها تهدف إلى رفع الحرج ودفع الضرر عن المواطنين، خاصة في ظل توالي سنوات الجفاف وارتفاع أسعار الماشية.
وأوضح الرميد في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية بموقع “فايسبوك”، يوم الاثنين 26 ماي 2025، أن الشعيرة، وإن كانت مستحبّة، فقد أصبحت مع مرور الوقت عادة راسخة، وهو ما يجعل التراجع عنها قرارًا حساسًا، مضيفًا أن الملك، باعتباره “أمير المؤمنين والمطوق بالبيعة العظمى”، قدّر المصلحة العامة بميزان الشرع والعقل.
وأشار الوزير السابق إلى أن توالي الجفاف تسبب في تناقص أعداد القطيع، ما أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار اللحوم، متسائلًا عن جدوى دعم الدولة في السنة الماضية الذي استفادت منه “قلة قليلة دون تأثير ملموس على الأسعار”.
وأكد الرميد أن الاستمرار في ذبح الأضاحي في هذه الظروف سيؤدي إلى مزيد من المضار الاجتماعية، خصوصًا على الفقراء وذوي الدخل المحدود، داعيًا إلى احترام التوجيه الملكي الذي يقضي بأن ينوب الملك، بصفته أميرًا للمؤمنين، عن المواطنين في أداء شعيرة الذبح.
كما وجّه انتقادًا لمن سماهم “الغلاة المتنطعين” و”عبّاد العادة”، ممن يصرون على الذبح رغم الأضرار الاجتماعية التي قد يتسببون بها، مشددًا على أن الأذى الذي قد يشعر به الجيران وأبناء الفقراء يوم العيد من سماع أصوات الشياه أو شم رائحة الشواء، أمر لا يليق بمقاصد الشريعة وروح المواطنة.
وختم الرميد تدوينته بالتأكيد على أن “من يقدم على الذبح في هذه الظروف، مواطن سيء، وتدينه مغشوش، بل إنه مريض يحتاج إلى علاج، شفاه الله وغفر له”، على حد تعبيره.