امينة الصيباري…أن تكون كاتبا سعيدا يعني أن تجد من يقرأك بعمق ومحبة هاذان الشرطان لا يتحققان دوما للمؤلف
بقلم: أمينة الصيباري
أن تكون كاتبا سعيدا يعني أن تجد من يقرأك بعمق ومحبة. هاذان الشرطان لا يتحققان دوما للمؤلف، لذلك حين يحدث وتجد من يقرأ كتابك ويناقشك في تفاصيل تفاصيله تطير فرحا، وهذا ما حدث معي حين اتصل بي مسؤول في السجن المحلي ببني ملال من أجل لقاء مع السجناء قبل سنتين.
وذلك في إطار انفتاح المؤسسة السجنية على محيطها ومساعدة السجناء على إعادة الإدماج عبر الورشات الحرفية وكذلك عبر الدراسة والمطالعة. اتفقت مع المسؤول على أن يكون اللقاء حول الرواية وهذا ما كان.
تفاجأت بقراءات رصينة وبحوار على مستوى عال يقارب الشكل والمضمون معا، لكن ما أثر في كثيرا هو شهادة عفوية لأحد السجناء وهو يصرح: “الرواية حيدت لي يومين ديال الحبس”، يعني أنه خلال قراءته للنص نسي أنه معتقل.
حينها قلت مع نفسي سأعود مرة أخرى و عدت هذه المرة رفقة الشاعر الصديق عبد الحميد جماهري وكان اللقاء حول ديوانه الأخير ، ومرة أخرى كانت الدهشة والإمتاع في الموعد وكان الترحاب الكبير من لدن الإدارة.
بعدها توالت القاءات وتضاعفت المتعةمع كتاب وكاتبات تفاعلوا إيجابا مع المبادرة، فكان لقاء مع الفنان والروائي عبد الله لغزار، الأكاديمي والمؤرح المصطفى عربوش، الشاعرة مريم أبو سفيان، القاصة أمل الحرفي،الروائي رضوان أيار،الشاعرة نعيمة الرامي مشكورين..
أسجل باعتزاز كبير تبرع العديد من الكتاب والكاتبات بالكتب في انتظار تنظيم قراءات لهم ، كالباحث والأكاديمي سعيد بنيس، الروائي أحمد كبيري الشاعر والمسرحي ادريس الطلبي، الشاعرة لطيفة أودحو، الشاعر والكاتب الذهبي المشروحي، الشاعر أحمد لوغليمي…
المبادرة عرفت أيضا تبرعات بالكتب من طرف أصدقاء من داخل وخارج الجهة:مدير دار النشر فالية الصديق عبد الغني بلقصير، الدكتور مصطفى عربوش، الدكتورة فاطمة آيت محند،الصديق عز الدين غريران، الصديق احمد بوغابة، الصديق عبد الخالق بلعربي، الصديقة حفصة ومعذرة إن نسيت أحدا..
ومن أجل توسيع قاعدة المشاركة، أجدد الطلب من كل المبدعين والمبدعات الراغبين في الانخراط في هذه المبادرة على مستوى الجهة أن يربطوا الاتصال بالجهات المختصة من أجل تشجيع القراءة داخل السجن وتأمين سفر ممتع للكتب.
الأسبوع المقبل سيكون اللقاء مخصصا للروائي محمد رفيق حول روايته “لعبة الأقنعة” ولقاءات أخرى مبرمجة في الأفق قبل نهاية الموسم الثقافي ودامت لكم ولكن محبة القراءة والكتاب.