بمرور 15 سنة على إدراجها في اليونسكو..لغات الصفير “اصينصگ” إرث إنساني امازيغي يعبر الحدود
بمناسبة مرور 15 سنة على ادراج لغة الصفير الغوميرا في اليونسكو كإرث ثقافي للانسانية، لغة الصافرة “اصينصگ” إرث عالمي يجمع الثقافات، احتضنت جزيرة لا غوميرا بجزر الكناري يومي 28 و29 نوفمبر مؤتمرًا دوليًا حول حماية التراث الثقافي غير المادي، بمشاركة نخبة من الخبراء والباحثين من مختلف دول العالم. انعقدت الفعالية في قاعة الجلسات بمجلس جزيرة لا غوميرا، وسلطت الضوء على أهمية الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي، مع تركيز خاص على لغات الصفير كوسائل تواصل فريدة تعكس تنوع الثقافات الإنسانية.
وشهد اليوم الثاني من المؤتمر مداخلة متميزة للباحثة المغربية فاطمة زهرة صالح الأستاذة والباحثة الجامعية عن جامعة محمد الخامس بالرباط، التي قدمت دراسة حول لغة “اصينصگ”، المستخدمة في منطقة الأطلس بالمغرب. ووصفت الباحثة هذه اللغة بأنها جزء من التراث الحي الذي يجسد العلاقة العميقة بين الإنسان والطبيعة. كما تناولت الجهود الرامية إلى الحفاظ على هذا الإرث الثقافي، والتحديات التي تواجهه في ظل تراجع استخدامه. وأكدت على أهمية إدراجه ضمن قائمة التراث الثقافي العالمي لتعزيز الوعي بأهميته وضمان نقله إلى الأجيال القادمة.
ولم يقتصر المؤتمر على التجربة المغربية، حيث تناولت الجلسات تجارب دولية متنوعة، منها لغة الصفير في تركيا، والمكسيك، واليونان، بالإضافة إلى تجارب أوروبية ناجحة في الحفاظ على هذا النوع الفريد من التراث. وقد أتاحت هذه النقاشات فرصة لتبادل الخبرات بين المشاركين، ما يعكس اهتمامًا عالميًا متزايدًا بحماية التراث غير المادي بوصفه جزءًا أساسيًا من الهوية الثقافية للشعوب.
هذا واختُتمت فعاليات المؤتمر بتوصيات تدعو إلى تعزيز التعاون الدولي لدعم صون لغات الصفير، وزيادة الاستثمارات في الأبحاث والمبادرات الثقافية التي تركز على حماية هذا التراث الإنساني المشترك. وقد أكد المشاركون أن الحفاظ على هذا الإرث الثقافي يتطلب التزامًا عالميًا يعكس تقدير الإنسانية لتنوعها الثقافي وإرثها المشترك.