بني ملال .. تتويج الفائزين بمسابقتي “أوديسا بلاس” و”أوديسا من أجلها”
جرى امس الثلاثاء ببني ملال، حفل توزيع الجوائز على الفائزين في مسابقتي “أوديسا بلاس” و“أوديسا من أجلها“، وذلك بحضور فاعلين بالمنظومة المقاولاتية على صعيد الجهة.
وتهدف هاتان المسابقان، اللتان أطلقهما مشروع “التنمية الاجتماعية والاقتصادية الدامجة لجهة بني ملال – خنيفرة”، بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، والتنسيقية الجهوية للتعاون الوطني، وشركاء آخرين، إلى تعزيز ريادةالأعمال النسائية الخضراء واعتماد هذه الريادة بين صفوف الأشخاص في وضعية إعاقة، من خلال تمكينهم من التكوين والمواكبة الدقيقةمن قبل مكونين وخبراء في المجال الاقتصادي والمالي وريادة الأعمال والبيئة.
وخلال هذا الحفل، تم توزيع الجوائز على 18 فائزا في هذه النسخة الأولى من المسابقتين اللتين عبأت لهما الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية غلافا يفوق قيمته 3 ملايين درهم لتمويل مشاريع قابلة للتطبيق بلورها هؤلاء المتوجون من مختلف الفئات.
وبهذه المناسبة، أشاد مدير بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لدى سفارة الولايات المتحدة بالرباط، علي راندي، بجهود جميع شركاء الوكالة الذين ساهموا بفعالية في إنجاح هاتين المسابقتين، مبرزا أن تحقيق التنمية رهين بدمج هاتين الفئتين معا، وهما المرأة القروية والأشخاصفي وضعية إعاقة.
وقال راندي إن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تعمل، منذ عقود، في إطار شراكتها المستمرة مع الحكومة المغربية وشركائها المؤسساتيين،على تطوير حلول مبتكرة وجديدة لتعزيز فرص الشغل في صفوف الشباب والأشخاص في وضعية إعاقة، مشيرا إلى التقدم النوعي الذي تمإحرازه في مجالات التعليم والنهوض بريادة الأعمال وبقابلية تشغيل الشباب، فضلا عن تشجيع إدماج الشباب في تدبير الشأن العام.
واعتبر أن مشروع “التنمية الاجتماعية والاقتصادية الدامجة لجهة بني ملال – خنيفرة” يعد مثالا ملموسا للشراكة المثمرة بين عدد منالأطراف التي تهدف إلى تشجيع النساء والأشخاص في وضعية إعاقة من أجل تعزيز تنمية هذه الجهة.
من جانبه، نوه والي جهة بني ملال – خنيفرة، خطيب الهبيل، بمشاركة الفاعلين الجهويين الفعالة في هذا الحفل الذي يتوج مشاريعالاستثمار المتنافسة في إطار هذين البرنامجين للاستفادة من المواكبة التقنية والمالية بدء من مرحلة التصميم والإنجاز وحتى مرحلة التنفيذ.
وأكد الهبيل أن اقتصاد جهة بني ملال خنيفرة يعتمد أساسا على القطاع الفلاحي، مسجلا أن هذا الأخير تأثر بظاهرة مناخية بنيوية مماكان له انعكاس دائم على أنشطته بتقليص إنتاجيته وتوليده لفرص الشغل.
وتابع أن هذه الجهة مدعوة لإجراء تغيير كبير في الممارسات الفلاحية بهدف تعزيز فلاحة قادرة على الصمود في وجه تغير المناخ وندرةالموارد المائية، وتنويع اقتصادها من خلال تطوير قطاعات أخرى يمكن أن تشكل رافعات حقيقية من أجل نمو اقتصادي جهوي مستدام وطويل الأمد، سيما في مجالات الصناعة والاقتصاد الأخضر والسياحة البيئية، مفيدا بأن الجهود المبذولة لجذب الاستثمار الخاص بالجهةمكنت من المصادقة، على مستوى اللجنة الجهوية الموحدة للاستثمار وبرسم سنة 2023 وحدها، على ما قيمته 34,7 مليار درهم، بمعدلنمو سنوي متوسط يقارب 200 في المائة سنويا، خلال الفترة مابين 2019 و 2023.
وحسب الهبيل، فإن الجهة عرفت في الفترة 2018-2022 إحداث أزيد من 3400 مقاولة سنويا، بمعدل نمو يناهز 4 في المائة كل سنة، أي4 أضعاف معدل نمو المقاولات المحدثة على المستوى الوطني، مشيرا إلى أن التنزيل الجهوي لبرنامج “انطلاقة” وهو مخطط عام لتقديم الدعم المالي للمشاريع الصغيرة والمتوسطة من خلال قروض بنكية بنسبة منخفضة تبلغ 2 بالمائة للمشاريع في المناطق الحضرية، و1.75 بالمائة للمشاريع في المناطق القروية، قد مكن من تمويل أكثر من 3356 مقاولة جهوية ما بين 2020 و2023.
وأضاف أن البرنامج الثاني، وهو برنامج “فرصة“، وفر التمويل لـ 1773 مقاولة جهوية صغيرة مابين 2022و2023.
وأورد أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أسهمت ما بين 2019-2023 في هذه الدينامية من خلال ضمان المواكبة القبلية لإحداث المشاريع لفائدة 3299 مقاولة، والمواكبة بعد الإحداث ل759 مقاولة، فضلا عن مساهمتها في تمويل أكثر من 735 مقاولة جهوية صغيرة.
بدوره، اعتبر رئيس مجلس جهة بني ملال – خنيفرة، عادل بركات، أن ريادة أعمال الشباب تمثل رافعة قوية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، مشددا على الدور المحوري لهؤلاء الشباب في إحداث الثروة وفرص الشغل والابتكار.
وعبر عن فخر مجلس الجهة بالمشاركة في هذا الحفل الذي يجسد التزامه بالتمكين الاقتصادي للنساء والأشخاص في وضعية إعاقة، مشيراإلى أن مسابقتي “أوديسا بلاس” و“أوديسا من أجلها” هما ثمرة تعاون وثيق بين المجلس ومشروع “التنمية الاجتماعية والاقتصادية الدامجة لجهة بني ملال – خنيفرة”، الممول من طرف الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.
وأكد أن هذه الشراكة تمثل علامة فارقة في الجهود المشتركة لمساعدة هذه الجهة على تحقيق أهدافها التنموية التي يتضمنها كل من برنامج التنمية الجهوية والتصميم الجهوي لإعداد التراب، الراميين إلى تحقيق تنمية مستدامة ومندمجة.
وتنافس حوالي 800 مشارك في مسابقتي “أوديسا بلاس” و“أوديسا من أجلها“’ اللتين تستهدفان، على التوالي، الفتيات المنحدرات من الوسط القروي والشباب في وضعية إعاقة، من حاملي المشاريع. ومن هذا العدد، تم انتقاء 18 مشروعا للاستفادة من دعم مالي إجمالي قيمته 3 ملايين درهم.