“تلايتماس”…أول مسلسل أمازيغي يستعمل كثيرا الأمازيغية المعيارية بجهة بني ملال خنيفرة

يشكل مسلسل “تلايتماس” محطة بارزة في مسار الدراما الأمازيغية، إذ يعد أول عمل درامي ناطق باللغة الأمازيغية باستعمال نسبة كبيرة كلمات اللغة المعيارية، ما يجعله متاحًا لجميع الناطقين بالأمازيغية بمختلف لهجاتها، سواء في سوس، الصحراء، الأطلس أو الريف. ويهدف هذا المسلسل إلى تقديم إنتاج درامي يعكس الهوية الثقافية الأمازيغية، مع الحرص على توظيف لغة موحدة تسهم في تعزيز حضور الأمازيغية في المشهد السمعي البصري المغربي.
وجاء سيناريو العمل بقلم الحسين امباركي، الذي صاغ حبكة درامية ترتكز على البعد الاجتماعي والثقافي، متناولًا قضايا مستوحاة من الحياة اليومية للأمازيغ، في قالب درامي يجمع بين التشويق والواقعية من أجل تثمين التراث الأمازيغي بشفيه المادي واللامادي.
وأما الإخراج، فقد حمل توقيع عتيق لحسن، الذي اعتمد على تصوير واقعي يوظف البيئة القروية كعنصر أساسي في السرد الدرامي، مما منح العمل مصداقية بصرية وأسهم في خلق أجواء درامية متماسكة. كما اعتمد المخرج على إيقاع بصري متقن، مستغلًا التلاعب بالزمن كأداة سردية، ما أضفى على القصة بعدًا عاطفيًا وإنسانيًا عميقًا.
وتم تصوير مشاهد المسلسل في مناطق طبيعية بجهة بني ملال-خنيفرة، ولا سيما في زاوية أحنصال، تيلوكيت نايت مصاض وتاݣلفت، أنركي، تاكزيرت وضواحي بني ملال وهي فضاءات تتميز بجمالها الطبيعي، مما ساهم في إضفاء طابع بصري مميز على العمل. ويستعرض المسلسل مواضيع اجتماعية وثقافية تعكس جوانب من التراث الأمازيغي، في طرح يجمع بين الأصالة والمعالجة الدرامية الحديثة.
هذا وبفضل سيناريو متماسك من توقيع الحسين امباركي وإخراج متقن لعتيق لحسن كما ذكرنا سابقا، يمثل “تلايتماس” إضافة نوعية للمشهد الدرامي المغربي، كما يعكس توجهًا جديدًا نحو إنتاج أعمال أمازيغية تستجيب للمعايير الفنية الحديثة، مع الحفاظ على هوية ثقافية أصيلة.