دراسة علمية: معدلات الهدر المدرسي مرتفعة في جهة بني ملال-خنيفرة ومنخفضة في الأقاليم الجنوبية
كشفت دراسة علمية حديثة أن معدلات الهدر المدرسي في الأقاليم الجنوبية للمملكة تعد من بين الأدنى على الصعيد الوطني، في حين ترتفع هذه النسبة في المناطق التي تعاني ظروفاً أسرية واجتماعية خاصة، مثل أسر تعدد الزوجات أو الأسر التي تعاني من الفقر وضعف الكفاءة في اللغات الأجنبية.
الدراسة، التي نُشرت في العدد 11 من المجلة العلمية المحكمة “Heliyon” بعنوان “العوائق الإقليمية المسببة للهدرالمدرسي المبكر في المغرب.. تحليل مكاني متعدد التغيرات”, أجراها باحثان مغربيان هما سكينة الراوي وعمر إيبورك من جامعتي القاضي عياض ومحمد السادس متعددة التخصصات. وشملت الدراسة 75 إقليماً مغربياً، مستخدمةً حوالي 100 متغير مرتبط بالتنوع الثقافي واللغوي، والهيكل الأسري، وسوق العمل المحلي، ومدى قرب المناطق من البنى التحتية كالطرق المعبدة.
وأوضحت النتائج أن معدلات الهدر المدرسي بين الأطفال المغاربة (10-14 سنة) تتراوح بين 1% في الأقاليم الأقل تأثراً، مثل كلميم، السمارة، وبوجدور، و25% في المناطق الأكثر عرضة للخطر، مثل أقاليم مراكش-آسفي (شيشاوة، الصويرة) وبني ملال-خنيفرة (أزيلال)، إضافة إلى مناطق أخرى مثل الحسيمة، شفشاون، وسيدي بنور.
وخلصت الدراسة إلى أن تعدد الزوجات يزيد من العبء المالي على الأسر، مما يرفع من احتمالية انقطاع الأبناء عن الدراسة. كما أبرزت أن المناطق التي يعاني سكانها من ضعف في الكفاءة باللغات الأجنبية تسجل معدلات هدر مدرسية مرتفعة، مشيرة إلى أن ضعف سوق الشغل المحلي وبعد المناطق عن الطرق المعبدة يمثلان عوامل إضافية تُفاقم الظاهرة.
وأكد الباحثان أن هذه المعطيات تُبرز ضرورة اتخاذ تدابير إقليمية موجهة للتصدي للهدر المدرسي، مع التركيز على تحسين البنية التحتية، ودعم التعليم بالمناطق الأكثر هشاشة.